تحولت مبادرة بسيطة لطفلة مسلمة في كندا تدعى هناء فاطمة (9 أعوام) لمساعدة كبار السن في شراء احتياجاتهم بظل جائحة كورونا ؛ إلى مشروع خيري انضم له آلاف من المتطوعين , وبعد مرور أكثر من عام على انتشار الوباء تضم المبادرة الآن حوالي 6 آلاف متطوع من ثقافات مختلفة ويتحدثون أكثر من 30 لغة , وتحكي فاطمة – صاحبة المبادرة – قصة مبادرتها ومن أين جاءتها الفكرة ، وتؤكد أنها لا تعرف ما تريد أن تكون عليه عندما تكبر، لكنها تعرف أنها تريد مساعدة الناس على إدراك القوة التي لديهم لإحداث فارق في حياتهم.
وسردت الطفلة لشبكة “سي بي سي نيوز” (CBC News) الكندية قصة مبادرتها قائلة إنها ذهبت مع والديها للتسوق من أحد متاجر البقالة في ميسيساغا بمقاطعة أونتاريو في الأيام الأولى لوباء كورونا، وتبين أنها ووالدها طارق سيد , انتظرا ساعة في طابور طويل لشراء احتياجاتهما ، وبمجرد دخولهما ، كان هدفهما هو شراء ما يحتاجان إليه بسرعة والعودة إلى المنزل بأمان , ويكمل والد الطفلة طارق سيد (38 عاما) “كنت أتسوق مذعورا ، لأكون صريحا بطبيعة الحال، كنت مهتما بنفسي فقط ، وأحاول الحصول على احتياجاتي بأسرع ما يمكن”
مبينا أنه يتذكر الأشخاص الذين واجهوا بعض الصعوبات، لكن الأمر لم يثر انتباهه”، وتابع أن طفلته فاطمة لاحظت امرأة مسنّة في الطابور وهي تكافح لشراء متطلباتها , وتلتقط فاطمة طرف الحديث من والدها “لقد جعلني ذلك أفكر في أجدادي، لهذا اقترحت على والدي مساعدتها (المرأة المسنّة) في نقل مشترياتها إلى سيارتها”. كانت لفتة بسيطة، لكن رد فعل المرأة ظل مع فاطمة “لقد كانت سعيدة حقا” , وفي أثناء العودة إلى المنزل ، شاركت فاطمة ووالدها رقمهما مع عدد من الجيران المسنين
وكانت الفكرة أن أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة يمكنهم تزويدهم بقائمة من العناصر التي ستشتريها فاطمة ووالدها حتى لا يضطر الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى التعرض للفيروس في الأماكن المزدحمة , وشارك سيد الفكرة مع عدد قليل من الأصدقاء وأنشأ مجموعة على فيسبوك للتنسيق ، وفي غضون ساعات تطوع مئات الأشخاص لفعل الشيء نفسه في مجتمعاتهم , وتضاعفت مبادرة فاطمة في المتجر لتصبح جيشا من المتطوعين، ثم قرر والدها والأعضاء الأساسيون الآخرون تسمية المشروع بـ “حسن الجوار”.
وبعد مرور أكثر من عام على انتشار الوباء، تضم المجموعة الآن حوالي 6 آلاف متطوع من ثقافات مختلفة، ويتحدثون أكثر من 30 لغة ، ويتوزعون في تورنتو ولندن وأوتاوا ، ويمكن للذين يحتاجون المساعدة للوصول إلى البقالة والإمدادات الأساسية والأدوية أن يتم وصلهم عبر الخط الساخن للمشروع مع شخص قادر على شراء العناصر وتسليمها لهم مجانا، بعد دفع تكلفة البقالة فقط , ووفقا لسيد ، فإن المجموعة ليست جمعية خيرية أو غير ربحية ، مبينا “أنها مجرد شبكة من الكنديين الطيبين الذين اجتمعوا لمساعدة المجتمع خلال أوقات غير مسبوقة”. وقالت فاطمة عن تدفق المتطوعين “إنه يظهر أن الناس لديهم رغبة في قلوبهم للذهاب والقيام بشيء ما”.
أحمد الرفاعي (73 عاما) هو مجرد واحد من كبار السن الذين ساعدتهم فاطمة، ومع وجود دعامتين في قلبه كان يعلم أن الذهاب إلى المتجر لم يكن فكرة جيدة. وقد قال عن فاطمة ووالدها “إنهم رائعون. هذه الفتاة نعمة في “حينا” نحن دائما نقدر ما تفعله” , ويقول سيد إن المشروع كان نقطة مضيئة في وقت تتزايد فيه أعداد حالات الإصابة بكورونا ويؤدي تهديد الجائحة إلى إجبار الأشخاص على العودة إلى الإغلاق والعزلة. كما تريد فاطمة مشاركة هذه المبادرة مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص.