أبدت الحكومة الكندية استعدادها لتغيير سياستها الخارجية فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية , وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الجمعة ، بأغلبية ساحقة بلغت 143 صوتًا مقابل تسعة أصوات رافضة حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ، فيما امتنعت كندا و24 دولة عن التصويت , والدول الأخرى التي انضمت إلى كندا في الامتناع عن التصويت تشمل المملكة المتحدة وسويسرا , وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل من بين الدول التسع التي رفضت القرار
وعقب التصويت , قالت وزارة الخارجية الكندية في بيان إن “موقف كندا بشأن المسائل المتعلقة بإسرائيل وفلسطين يظل وكان دائمًا، مسترشدًا بالتزامنا التاريخي والثابت بحل الدولتين” , وأضاف أن “كندا قررت الامتناع عن التصويت على قرار الجمعية العامة ردا على الجهود المبذولة لمنع تحقيق حل الدولتين” , وألقى البيان باللوم على القيادة الإسرائيلية وقطاع غزة في إحباط الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل الدولتين، قائلا إن “آفاق السلام الدائم أصبحت أكثر قتامة من أي وقت مضى”.
وكانت كندا تقول إنها مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار حلّ قائم على أساس الدولتيْن يتمّ التوصل إليه عن طريق التفاوض بين الجانبيْن الفلسطيني والإسرائيلي , وقال جاستن ترودو، رئيس الحكومة الكندية “تقوم حكومة نتنياهو، وبشكل غير مقبول ، بعرقلة كلّ مسار نحو حلّ الدولتيْن. وتواصل حماس، وهي منظمة إرهابية، مهاجمة إسرائيل بعنف (…). لهذا السبب اخترنا تغيير موقفنا بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية” , وخلال زيارة له اليوم إلى مدينة كيلونا في مقاطعة بريتيش كولومبيا في غرب كندا ، وصف رئيس الحكومة الفدرالية هذا الموقف الكندي الجديد بأنه ’’تغيير جوهري‘‘.
وأشارت وزارة الخارجية الكندية ، في بيان صحفي إلى أن ’’آفاق سلام دائم أصبحت أكثر قتامة من أيّ وقت مضى‘‘، مؤكدة أنها تعمل على مواجهة ’’الجهود الرامية إلى منع تحقيق حلّ الدولتيْن‘‘ , وأضاف البيان ’’من الواضح أننا بحاجة ماسة إلى رسم مسار موثوق به لحلّ الدولتيْن ، وهو مسار يمنح الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين بأنهم يستطيعون العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن وكرامة‘‘ ، جاء في البيان الرسمي الكندي أنّه ’’لا يمكن تأجيل قيام الدولة الفلسطينية إلى أجل غير مُسمّى‘‘.
وأكد بيان وزارة الخارجية الكندية , إن “كندا مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين في اللحظة الأكثر ملاءمةً لتحقيق سلام دائم، ولكن ليس بالضرورة كخطوة أخيرة على هذا الطريق” , وربطت مصادر إعلامية بين استعداد كندا للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، دون موافقة إسرائيل ، إذا أظهرت هذه الدولة الفلسطينية حوكمة رشيدة ولم تعد حركة حماس الفلسطينية جزءاً من المعادلة , وقال مصدر حكومي كندي “نحن الآن على استعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية في وقت أبكر، في اللحظة المناسبة التي ستؤدي إلى إقامة سلام دائم، حتى لو لم تكن إسرائيل مستعدة لهذا الاعتراف‘‘