انتخب أعضاء الجمعية الملكية الكندية في شهر سبتمبر الماضي أخصائي البطاريات الكهربائية والمخترع الجزائري كريم زغيب كأول عربي يصل لعضوية هذه المؤسسة المرموقة , والتحق كريم زغيب رسميًّا بالجمعية يوم 19 نوفمبر الماضي ضمن جمع من الزملاء الجدد تضم 89 عضوًا ، واسترشدت الجمعية الملكية الكندية في اختيارها لكريم زغيب بسيرته المتميّزة وإنجازاته المختلفة , وأكّدت المؤسسة في بيان لها أنّ كريم زغيب ’’معترف به دوليًا لما حقّقه في مجال الكيمياء الكهربائية والانتقال الطاقي”
ويدرس كريم زغيب حاليًا في قسم التعدين وهندسة المواد في جامعة ماكغيل ، وقال إن انتخابه ’’اعتراف كبير من كندا ، البلد الذي تبنّاني” , و”زغيب هو أوّل من أدخل الغرافيت الطبيعي في بطاريات أيونات الليثيوم , هذه التقنية هي الأكثر أمانًا وسرعة في إعادة الشحن وهي منتشرة على نطاق واسع في السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة , وتستخدم 62 شركة حول العالم وفي كندا براءات اختراعه ، مما يساهم في خلق فرص عمل محلية” كما جاء في بيان الجمعية الملكية الكندية.
وُلد كريم زغيب في الجزائر وتخرج في الكيمياء الكهربائية من جامعة سطيف شرق الجزائر , وفي عام 1986 ، حصل على الدكتوراه من معهد البوليتكنيك في غرونوبل بفرنسا , بعد ذلك مباشرة ، غادر إلى اليابان حيث واصل أبحاثه حول البطاريات وتخزين الطاقة. حينها ، أُتيحت له الفرصة للعمل على تكنولوجيا بطاريات الليثيوم في شركات مختلفة مثل سوني , في عام 1995، هاجر إلى كندا للعمل في شركة “هيدرو كيبيك” وهي مؤسسة الكهرباء العامة في مقاطعة كيبيك
وكانت الشركة مهتمة بجلب وتطبيق تكنولوجيا بطاريات الليثيوم في كيبيك , وثمّ انضم إلى معهد أبحاث هيدرو كيبيك حيث أطلق الأبحاث على بطاريات أيونات الليثيوم التي أصبحت الشركة معروفة بها في جميع أنحاء العالم , وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي قال كريم زغيب “منذ وصولي إلى كندا ، لم أعمل أبدًا من أجل االتشريفات بل سعيت للقيام بأمور استثنائية” , ويرتبط كريم زغيب بأكثر من 550 براءة اختراع و 60 ترخيصًا ، وشارك في تحرير أكثر من 420 مقالة
وفي عام 2017 ، أصبح مديرًا لمركز التميز في كهربة النقل وتخزين الطاقة في هيدرو كيبيك , وفي عام 2020 ، تم تعيينه مستشارًا استراتيجيًا لمؤسسة “انفستيسمون كيبيك” وهي شركة حكومية تعنى بدعم الاستثمارات في كيبيك , وجاء تعيينه لدعم ’’استراتيجية حكومة كيبيك في تطوير صناعة الليثيوم ، بدءًا من استخراج الخام إلى إنتاج البطاريات وإعادة تدويرها ، من أجل جعل كيبيك رائدة في مجال السيارات الكهربائية‘‘
وفي في تصريح لراديو كندا الدولي، أوضح كريم زغيب أنه عمل دائمًا في مجال البحث في القطاع العام وفي الجامعات التي خصص لها براءات الاختراع التي كان من الممكن أن تجعله ثريًا لو أنتجها في القطاع الخاص , وقال زغيب “لقد اخترت البحث العام , يمنحني هذا حرية في أبحاثي لم أجدها في أي مكان آخر” وفي نوفمبر 2019 ، حصل كريم زغيب على جائزة ليونيل بوليه ، وهي أعلى وسام تمنحه حكومة كيبيك في مجال البحث والتطوير في البيئات الصناعية
وجاء اسم كريم زغيب ثلاث مرات ، في 2015 و 2016 و 2017 في قائمة العقول العلمية الأكثر تأثيرًا في العالم , ويتم منح هذا الامتياز للعلماء الذين لديهم تأثير استثنائي في مجال أبحاثهم ، أي أولئك الذين ذكرهم أقرانهم الأكثر , كما حصل على أكثر من عشر جوائز وتكريمات أخرى , وتم اختياره كواحد من 3300 عالم مؤثر في العالم ثلاث مرات ، للتأثير الاستثنائي لأبحاثه , وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى ، بما في ذلك لقب زميل الأكاديمية الكندية للهندسة 2017 ، وجائزة تكنولوجيا اتحاد البطاريات الدولية 2017 ، ولقب زميل جمعية الكيمياء الكهربية 2011 .