في ورشة للسيارات المستعملة تتبع لمحطة بترول ، عمل الشاب جيم باتيسون في خمسينيات القرن الماضي , بغسل السيارات أثناء مواصلة دراسته في جامعة بريتش كولومبيا , وشاءت الأقدار أن يتغيب أحد موظفي المبيعات ليغطي محله ليوم واحد , تمكن فيه من بيع سيارته المستعملة ، التي شكلت له البداية الفعلية للانطلاق في عالم المال والأعمال , وفي عطلته الصيفية عمل في واحدة من أكبر وكالات بيع السيارات المستعملة في فانكوفر، ليبني علاقات خلالها مع عاملين في شركة جنرال موتورز.
أغرى النجاح في العمل التجاري , جيم الذي ولد في مدينة ساسكاتون الكندية ، لترك دراسته والتفرغ للعمل في عالم السيارات , ثم كانت بداية قصة نجاحه الفعلية في عام 1961 عندما أصبح وكيلاً لسيارات بونتياك وبويك التابعة لجنرال موتورز، بعد حصوله على قرض بقيمة 40 ألف دولار كندي من “بنك أوف كندا” , وفي الوقت الحالي تقدر قيمة المجموعة وأصولها المالية بنحو 7.4 مليار دولار , وتضم شركة “جيم باتيسون أوتو جروب” 12 علامة تجارية منها تويوتا ولكزس وفولفو، وتعتبر الأكبر لبيع السيارات المستعملة في غرب كندا
وتحتل مجموعة جيم باتيسون التي أسسها قبل أكثر من نصف قرن , المرتبة الثانية ضمن قائمة أكبر الشركات الخاصة في كندا ، وتنشط في قطاعات متنوعة منها الخدمات والتجارة والصناعة ، ولها عمليات في كندا والولايات المتحدة , ولم يتوقف طموح باتيسون عند هذا الحد ليدخل أسواقاً أخرى تشمل سلسلة سوبر ماركت وإذاعة وشركات إعلامية للصحافة والمطبوعات والاعلانات , ثم توسع ليدخل في صيد الأسماك والشحن وشركات التمويل ، بجانب عمله كرئيس لمعرض فانكوفر في 1986 ليجعله واحداً من أبرز المعارض في العالم حتى اليوم.
واستحوذت شركة “جيم باتيسون جروب” على أكثر من 200 شركة منذ عام 1961، وتتنوع أعمالها في 25 مجالاً ، ويعمل لديها نحو 45 ألف موظف على الصعيد العالمي ، وتتجاوز مبيعاتها السنوية الـ 10 مليارات دولار , وتنتشر عملياتها في 85 دولة ، بينما يُعد باتيسون، رابع أغنى رجل في كندا ويمتلك ثروة صافية تقدر بنحو 6.12 مليار دولار، وما زال يصر على الذهاب إلى عمله كل يوم ، بما في ذلك العطلات ليقود سيارته بنفسه
ومنذ طفولته , تطلع جيم باتيسون للدخول في عالم المال , بالعزف على البوق في المخيمات الصيفية للأطفال , ثم تنقل بين أشغال كثيرة منها بيع الصحف وعامل في أحد الفنادق وعامل موسمي في قطف الفواكه وبيع البذور وغيرها , وبعد تخرجه من الثانوية واصل العمل في وظائف صغيرة في شركة للتعليب وعامل بناء وفي مطعم , ولا يقتصر نشاط باتيسون اليوم على عالم المال والاعمال بل سجل أسمه بقوة في قطاع العمل الإنساني وتبرع بملايين الدولارات لمؤسسة مستشفى فانكوفر وغيرها من المنظمات كما خصص 10% من دخله للأعمال الخيرية لينال على إثرها وسام الاستحقاق الفخري الكندي