أثناء وجوده في كندا وبعد أن أخبره منتج الفيلم شادي دالي عن فيلمه السينمائي “السلام عبر الشكولاته” الذي يدور حول قصة مثابرة ونجاح عائلة سورية لجأت الى كندا , وافق المخرج والفنان حاتم علي على المشاركة في الفيلم , ويعتبر هذا الفيلم من آخر أعمال الراحل حاتم علي الذي شارك فيها كممثل ، وأكد منتج الفيلم شادي دالي , أن الراحل حاتم علي أعجب بقصة الفيلم وأحداثه ولم يتردد بالمشاركة فيه ، حيث جسد فيه دور الأب “مصطفى هدهد” الذي ترك مع عائلته مدينتهم دمشق عام 2013 ، تاركين وراءهم مصنعا للشيكولاتة وبيتا تدمرا في الحرب وتوجهوا نحو أحد مخيمات اللجوء السوري في لبنان
وقالت صحيفة “هليفاكس” المحلية أن المخرج السينمائي الكندي جوناثان كايزر الذي نشأ في عاصمة المقاطعة , تواصل مع عائلة هدهد في عام 2017 ليسألهم عما إذا كان بإمكانه سرد قصتهم , وأخبرهم بجوانب كتابة النص والتصوير ومواقعه , كما شاركت الكاتبة دلع الرحبي زوجة المخرج حاتم علي , بشكل تطوعي في الإشراف على بعض التفاصيل في السيناريو، والمشاهد العربية كلغة الحوار لأن الفيلم من إنتاج كندي ، ورؤية إخراجه لكايزر ، إلى جانب مشاركة مممثلين وتقنيين كنديين , وانتهى تصوير الفيلم في أبريل الماضي وكان من المتوقع أن يعرض في خريف 2020 في الصالات الكندية
من جانبها تحدثت الفنانة السورية يارا صبري عن مشاركتها في الفيلم ، وعن الأبطال الذين يتقاسمون معها البطولة قائلة : “قمت بدور الأم ، وقام الفنان حاتم علي بدور الأب ، إضافة إلى أيهم أبو عمار الذي أدى دور الابن (وهو موسيقي ومغني سوري خريج المعهد العالي للموسيقا بدمشق) أما الفنانة نجلاء خمري ، فقامت بدور الابنة ، و ممثلون كنديون” , وحول تفاصيل الفيلم والحكاية التي يدور حولها ، قالت الفناة يارا صبري : “حاولنا في الفيلم تسليط الضوء على تجربه ناجحة لعائلة سورية ، اضطرتها ظروف الحرب اللجوء إلى كندا ، لتبدأ حياتها من الصفر، لبناء مستقبل جديد”
وأضافت يارا “الفيلم بكل بساطة هو حكاية سورية لا تحملبين سطورها معاناة شعب بأكمله ، ولا كل التحديات الخطيرة التي تواجه اللاجئين ، وإنما هو حكاية تعكس قوة الإرادة والإصرار لهذه العائلة ، التي عاشت خلال سنوات في بيئة اجتماعية حاضنة ، وبلد يحترم الإنسان ، ويقدّر جهده بغض النظر عن جنسيته و انتمائه .. هذه العائلة ، انتقلت للعيش في كندا، وقامت بتأسيس مشروع خاص بها ، وقد حقق هذا المشروع نجاحاً ، على الرغم من الظروف المريرية التي مروا بها” ، مشيرة إلى أن العائلة كانت تمتلك “معمل شوكولاتة”، في سوريا وتمكنت من إطلاق ذات المشروع ، في كندا بمساندة بعض من الكنديين هناك.
وروى الفنان أيهم أبو عمار الذي يؤدي دور, طارق هدهد , أنه علم عن عزم المخرج كايزر إنجاز الفيلم وبحثه عن فريق للعمل معه بالمصادفة عن طريق صديق له فقدم سيرته الفنية ومن اللحظة الأولى للقائه مع المخرج قرر ضمه إلى فريق الفيلم لتجسيد شخصية طارق أحد أعمدة النجاح في عائلة هدهد ووقع العقد قبل أسبوعين من بداية التصوير , وقاله أنه كان عليه أن يعمل على الشخصية ويحفظ دوره في وقت ضيق جداً ، وهذا كان بمثابة تحد له ، والأصعب من ذلك أن الشخصية الحقيقية على قيد الحياة وليست شخصية متخيلة أو غائبة حتى أنه حضر التصوير ومعه كل عائلته.
ويتناول الفيلم رحلة نجاح عائلة هدهد السورية وشهرتها في صناعة الشوكولا منذ افتتاح أول مصنع لها في أحد ضواحي دمشق عام 1986 وتصدير منتجاته إلى ألمانيا والسويد ولبنان وتركيا والعراق والأردن قبل سنوات الحرب وتوقف المصنع أواخر 2012 بعد تعرضه لغارة جوية ، وصولاً إلى البدء من الصفر بعد لجوء العائلة إلى كندا والتكيف مع الحياة في مقاطعة نوفا سكوشا , وقال طارق : “تشرّفنا حقًا بأن نكون جزءًا من هذه العملية .. لقد كان من المثير جدًا بالنسبة لنا جميعًا في العائلة قراءة هذا النص لأول مرة وتقديم تعليقات عليه لأننا كنا نقدم ملاحظات حول ذكرياتنا”
وأشاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في خطاب له في الأمم المتحدة , بعائلة هدهد كمثال للاندماج , واستمع زعماء العالم لترودو وهو يقول ” في دمشق كانوا يملكون مشروعا تجاريا ناجحا ، كان مصنعهم يشغل 30 شخصا , وجدوا في كندا المناخ المناسب للبحث عن فرص جديدة , نجحوا في افتتاح متجر صغير لصناعة الشوكولاتة ، أطلقوا عليه : السلام عبر الشوكولاتة” , وحل طارق مع والده عصام ضيفان على رئيس الوزراء الكندي ، في لقاء دام بضع دقائق ، جدد فيه ترودو دعمه للأسرة وأشاد بتجربتها الإيجابية , وعن اللقاء يقول طارق “بعد حوالي شهر على انعقاد قمة نيويورك حول الهجرة واللجوء ، تلقينا اتصالا من مكتب رئاسة الوزراء ، أخبرونا أن ترودو يريد أن يلتقي بنا ، كانت لحظة مميزة لا يمكن وصفها”
