أعلنت كندا الجمعة عن مساعدات بقيمة 132 مليون دولار للفارين من الحرب الأهلية المستمرة منذ عام في السودان , يأتي ذلك قبيْل انعقاد مؤتمر في باريس الاثنين ، في الذكرى السنوية الأولى لبدء الصراع الحالي في السودان , ويهدف المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة إلى جمع الأموال لتلبية الاحتياجات الأساسية لملايين الأشخاص في السودان والمنطقة , وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ، فيما يعاني نحو 3,8 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية.
وتعهد المجتمعون في مؤتمر باريس حول السودان الإثنين بتقديم مساعدات إنسانية تزيد على ملياري يورو لدعم المدنيين في الدولة الأفريقية التي تشهد نزاعا داميا. وترأست ألمانيا المؤتمر لمحاولة إحياء التعبئة بشأن “أزمة منسية” بعد مرور عام بالضبط على بدء الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وأدت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية، وتسببت بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص
وستساهم دول الاتحاد الأوروبي في 900 مليون يورو من التعهدات الإجمالية التي تبلغ حصة فرنسا فيها 110 ملايين , وبالرغم من أن التعهدات بالتبرعات طموحة، فإنها لا تزال بعيدة عن مبلغ 3,8 مليارات يورو اللازم لتوفير المساعدات بحسب الأمم المتحدة , وتقول منظمة الأمم المتحدة إن السودان بحاجة إلى 2,7 مليار دولار لتلبية احتياجاته الإنسانية وإنه لم يتلقّ حتى الآن سوى 6% من هذا الهدف
ويتضمّن التمويل الكندي 100 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودانيين الذين لجأوا إلى البلدان المجاورة وللعالقين في السودان الذي تعصف به أعمال عنف واسعة النطاق , وتشمل المساعدات الكندية خدمات إسكان وإيواء وصرف صحي لأكثر من 8,5 ملايين شخص تشرّدوا منذ بدء القتال بين الفصائل العسكرية السودانية في شوارع الخرطوم , وأوضح أحمد حسين وزير التنمية الدولية الكندية , أنّ باقي التمويل سيُخصَّص لمشاريع تنمية ، مع التركيز على الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة في السودان ودولة جنوب السودان، ولمشاريع أُخرى في تشاد وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى
ووألتقى حسين في باريس برئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك , وقال في تغريدة على موقع أكس “في المؤتمر الإنساني من أجل السودان ، يحتل التضامن العالمي مركز الصدارة حيث تتحد الدول لتلبية الاحتياجات العاجلة. معًا، نحن لا نتعهد بالمساعدات فحسب، بل نشكل تحالفات ونقدم الأمل ونناقش حلولًا طويلة الأمد للسلام” , وأضاف الوزير “في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان , فريق كندا يتأهب لمعالجة الأزمة وجها لوجه. ومن خلال الالتزام المشترك بتقديم المساعدات الأساسية وإيجاد الحلول ، يهدف تعاوننا إلى مساعدة المجتمعات السودانية التي هي في أمس الحاجة إليها”
وقالت الحكومة الكندية إنها تشعر بقلق عميق إزاء الأزمة في السودان، إلّا أنها تواجه انتقادات متزايدة ، لاسيما من الحزب الديمقراطي الجديد والحزب الأخضر الكندي ، لعدم حذوها حذو دول أُخرى في فرض عقوبات على أولئك الذين يدعمون أمراء الحرب , وحضت مديرة القرن الأفريقي في منظمة هيومن رايتس ووتش ليتيسا بدر على توجيه “رسالة صارمة” وفرض عقوبات دولية على طرفي الحرب اللذين “حالا دون وصول المساعدات الانسانية” وقاما بنهب ما وصل منها، وخططا لعمليات “قتل العاملين الإنسانيين”، إضافة إلى سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين.