قال مصدر بالحكومة الكندية ، اليوم، إن اوتاوا أوقفت الصادرات العسكرية غير الفتاكة إلى إسرائيل ، منذ يناير الماضي ؛ بسبب التطور السريع للوضع على الأرض , ولم يُدلِ المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الوضع ، بمزيد من التفاصيل. وكانت صحيفة «تورنتو ستار» أول من نشر تقريراً عن وقف الصادرات , جاء ذلك عقب رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الكنددية لمنعها من إصدار تصاريح للشركات لتصدير السلع والتكنولوجيا العسكرية إلى إسرائيل
وتقول الدعوى التي قدمها أمام محكمة فيدرالية مدافعون عن حقوق الإنسان وعن الفلسطينيين في كندا يوم الثلاثاء , إن القوانين الكندية تمنع الصادرات العسكرية إلى إسرائيل بسبب وجود “خطر كبير” يتمثل في إمكانية استخدامها لانتهاك القانون الدولي وارتكاب أعمال عنف خطيرة ضد النساء والأطفال، وفقا لبيان صادر عن مقيمي الدعوى.
وتشن إسرائيل هجوما بريا وجويا على قطاع غزة منذ نحو خمسة أشهر , وبلغت أعداد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة عشرات الآلاف ، والأمم المتحدة تحذر من أن دخول المساعدات بات “مستحيلا” , وقال مقيمو الدعوى إن أوتاوا أصدرت منذ ذلك الحين تصاريح جديدة بقيمة 28.5 مليون دولار كندي (21.0 مليون دولار) على الأقل للصادرات العسكرية إلى إسرائيل ، أي أكثر من قيمة التصاريح الصادرة في العام السابق.
ومن بين رافعي الدعوى منظمة (محامون كنديون من أجل حقوق الإنسان الدولية) ومنظمة الحق الفلسطينية وأربعة أفراد , وتواجه الولايات المتحدة وهولندا، العضوتان في حلف شمال الأطلسي ، أيضا دعاوى قضائية تتعلق بحرب غزة. وفي الشهر الماضي، أمرت محكمة هولندية الحكومة بمنع جميع صادرات أجزاء الطائرات المقاتلة من طراز إف – 35 إلى إسرائيل بسبب مخاوف من استخدامها في انتهاك القانون الدولي
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكندية في بيان مكتوب “سياستنا المتعلقة بتصاريح التصدير لم تتغير. تتمتع كندا بأحد أقوى أنظمة ضوابط التصدير في العالم ، واحترام حقوق الإنسان منصوص عليه في تشريعات ضوابط التصدير لدينا” , وأضاف “في السنوات القليلة الماضية، لم تتلق الحكومة أي (طلبات) تصاريح لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل ، وبالتالي لم توافق على أي تصاريح. التصاريح الصادرة منذ السابع من أكتوبر، وفي الواقع جميع التصاريح القائمة حاليا، هي لمعدات غير فتاكة”.
وأثارت الحملة العسكرية الإسرائيلية احتجاجات منتظمة مؤيدة للفلسطينيين في المدن الكندية الكبرى. وفي الأسبوع الماضي ، تجمع المتظاهرون في منشأة لشركة كولت كندا لصناعة الأسلحة في كيتشنر التابعة لأونتاريو , وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو مرارا إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجوم حماس في أكتوبر , لكن دعا مسؤولون كبار إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في الصراع.