تعاني الأسر محدودة الدخل في كندا من تداعيات أزمة كورونا وما تسببت به من ارتفاع تكلفة المعيشة وأزمة السكن والتضخم , هذه العوامل شكلت مزيجاً من الأسباب التي أدت إلى تردي الأوضاع المعيشية لهؤلاء ، في ظل تحذير المجتمع المدني من تفاقم الوضع ، بسبب القيود التي تفرضها الحكومة ، لمنع انتشار متحور “أوميكرون” ، حسب ما كشفه تقرير لـ”راديو كندا” , هذه الظروف الصعبة دفعت مجموعة من الأفراد للتوجه إلى البنوك الغذائية التابعة للكنائس ، لتلقي المساعدات الغذائية ، إذ كشف القس في كنيسة روزمون الإنجيلية المعمدانية ، ريتشارد شوينار عن أن “الكنيسة ضاعفت 3 مرات عدد المستفيدين المعتاد منذ بداية الوباء”
من جهتها قالت لِين باجو، أم ، وهي واحدة من هؤلاء الأشخاص ، الذين يتوجهون إلى الكنائس ، للحصول على تلك المساعدات الغذائية. ولم تكن تتوقع أبداً في السابق ، أنها ستضطر في يوم من الأيام إلى طلب المساعدة لتحصل على الطعام , وقالت لين أنها أنفقت كل مدخراتها ، ويمنعها المرض من العمل ، وتستفيد منذ عامين من مساعدة “الملاذ الأخير” وهو برنامج مساعدة اجتماعية – مالية , وقالت إنها “كانت تربح رواتب كبيرة ، وفي وقت ما سقطت في براثن البطالة” , كما أنها تعيش في حالة قلق ، بسبب ارتفاع سعر الغذاء في محلات البقالة ، قائلة: “اليوم آكل. اليوم يمكنني تقاسم شيء ، لكن غداً يوم آخر”
وأفادت فيرجيني لاريفيير، عن تجمع “كيبيك دون فقر” وهي جمعية خيرية في كيبيك , بأن أزمة السكن والتضخم ووباء كوفيد-19، كانت بمثابة “كوكتيل” أدى إلى إضعاف الناس ، الذين كان التجمع يظن أنهم خارج أفق الفقراء , وتسجل مقاطعة ساسكاتشوان ، أكثر معدلات الفقر ارتفاعاً ، دون احتساب المناطق التي يوصف الوضع فيها بـ”الحرج” , وعبرت إيميلي غونو، من منظمة “كندا بدون فقر” عن قلقها من تفاقم الوضع مع متحور “أوميكرون” وقالت : “الحكومة تفرض قيوداً جديدة ، دون التفكير في نتائجها على الأشخاص”
بينما تواصل حكومة كندا إحراز تقدم نحو أهداف الحد من الفقر بحسب تقرير “المجلس الاستشاري الوطني حول الفقر” بعنوان “فهم الأنظمة” عام 2021 ، وقال المجلس أن توصياته ستساعد في توجيه سياسات وبرامج أكثر شمولاً حتى تتمكن الحكومة من المساعدة في تنمية اقتصاد أكثر مرونة وشمولية لا يترك أحدًا وراء الركب ويجعل الحياة ميسورة التكلفة للكنديين , وأعلنت حكومة كندا عن عدة تدابير في ميزانية 2021 ستساهم بشكل أكبر في الحد من الفقر وتساعد على ضمان الانتعاش الشامل , لقد التزمت حكومة كندا التزامًا واضحًا بدعم الأسر التي لديها أطفال صغار الآن وبعد الوباء
وقالت الحكومة أنها مع شركاء من المقاطعات والأقاليم والشعوب الأصلية لمنح جميع الأسر في كندا إمكانية الوصول إلى خدمات عالية الجودة وبأسعار معقولة ومرنة وشاملة. نظام التعلم المبكر ورعاية الطفل , ويصل مجموع هذه الاستثمارات إلى 30 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة ، وباستثمارات سابقة بحد أدنى 9.2 مليار دولاركل عام بشكل دائم اعتبارًا من 2025-26 ، والذي سيمنح الآباء في جميع أنحاء البلاد الوصول إلى تعليم مبكر عالي الجودة ورعاية الأطفال بمتوسط 10 دولارات في اليوم خلال السنوات الخمس المقبلة
كما تعمل الحكومة الكندية أيضًا على زيادة مدفوعات ضمان الشيخوخة المنتظمة للمتقاعدين الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا فأكثر بنسبة 10 بالمائة اعتبارًا من يوليو 2022 ، مما يجعل تأمين العمل أكثر سهولة ويسهل للكنديين ، وتوسيع مزايا العمال الكنديين لدعم حوالي مليون كندي إضافي في وظائف منخفضة الأجر , وتستثمر الحكومة في الإسكان ، وتتخذ إجراءات لخلق ما يقرب من 500000 فرصة عمل وتدريب جديدة للعمال ، وتحديد 15 دولارًا كنديًا كحد أدنى للأجور من المتوقع أن يستفيد منه 26000 عامل في القطاع الخاص الخاضع للتنظيم الفيدرالي
بالإضافة لدعم مبادرات تحسين الأمن الغذائي وتقديم مخصصات إعاقة جديدة , ويقر التقرير بالاستثمارات الفيدرالية التي ساهمت في الحد من الفقر ، مشيرًا إلى أن الحكومة حققت هدفها المؤقت المتمثل في الحد من الفقر بنسبة 20٪ بحلول عام 2020 , وقال التقرير “في الواقع انخفض معدل الفقر في كندا من 14.5٪ في عام 2015 إلى 10.1٪ في عام 2019 – 30 النسبة المئوية منذ عام 2015. هذا الانخفاض يعني أن 1.3 مليون كندي ، بما في ذلك 435000 طفل و 45000 من كبار السن ، تم انتشالهم من الفقر”.