لم تحقق مبادرة “كوفاكس” للتبرع بلقاحات كورونا للبلدان المحتاجة , سوى نصف أهدافها في عام 2021 , ومع بداية عام 2022 ، وانتشار الفيروس المتغير”أوميكرون” بسرعة ، وبحضور قادة من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ووزراء من كندا وإندونيسيا ، تعهد البنك الاستثمار الأوروبي أمس خلال مؤتمر افتراضي “فرصة للأستثمار أي أم سي كوفاكس” والتحالف العالمي للوصول “جافي” بتوفير جرعات إضافية من لقاح كورونا للبلدان الأفريقية من خلال مبادرة كوفاكس وتسريع نشر اللقاح المحلي في البلدان الأكثر تعرضا للوباء وإحداث تأثير إيجابي للدول ذات الميزانيات الضعيفة
.
وقال البنك أنه وافق على تقديم تمويل إضافي بقيمة 300 مليون يورو لتعزيز إيصال اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى البلدان المحتاجة في إطار مبادرة “كوفاكس” العالمية لضمان الوصول العادل إلى لقاحات كورونا حول العالم , ولا تزال المبادرة تحتاج للوفاء بالتعهدات التي اطلقتها الدول الكبرى , وكانت الجهات المانحة الرئيسية لـ”كوفاكس” هي الولايات المتحدة 145 مليون جرعة ، ومجموعة من 16 عضوًا في الاتحاد الأوروبي 81 مليون ، والمملكة المتحدة 11.5 مليون وكندا 8.4 مليون جرعة واليابان 8.4 مليون جرعة
.
من جهته ، أشاد تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، بمبادرة “كوفاكس” ووصفها بأنها مثال على “قوة العمل متعدد الأطراف” , وأضاف أن “التنسيق والتمويل المشترك والعالمي هو السبيل الوحيد لهزيمة الفيروس” مشيرا إلى أن “هناك إمكانية كبيرة لإنهاء الوجه الحاد للوباء هذا العام” , وحذر أدهانوم زعماء العالم من أن “عدم المساواة المستمرة في توزيع اللقاح قد أدى إلى ظهور المتغيرات الجديدة للجائحة مثل متحور أوميكرون”.
.
وتم إطلاق المبادرة لتوزيع ملياري جرعة في أكثر من مائة دولة خلال عام 2021 ، لضمان التحصين العادل لـ 40 في المائة من سكان العالم ، قبل أن تصل إلى 70 في المائة في النصف الأول من عام 2022 وهي الأرقام المستهدفة لكبح الوباء , وبدلاً من ملياري جرعة ، وزعت المبادرة 900 مليون جرعة طوال عام 2021. واعتبارًا من نوفمبر 2021 ، كانت قد سلمت أقل من 600 مليون جرعة ، على الرغم من أنها وصلت إلى 900 مليون بفضل التبرعات التي بلغت 310 ملايين جرعة في ديسمبر.
.
وبعد وقت قصير من تطبيق اللقاحات الأولى في البلدان الصناعية في أواخر عام 2020 ، وصلت شحنة أولى مشجعة من لقاح أوكسفورد-أسترا زينيكا البريطاني ، قوامها 600 ألف جرعة ، إلى المطار الدولي في أكرا ، غانا ، وهي أول دولة تستفيد من آلية كوفاكس ، في فبراير. .24 ، 2021 , وقدمت منظمة الصحة العالمية 750 مليون جرعة من اللقاح إلى البلدان التي تحتاجها , وقالت المنظمة إن التوزيع العادل للقاحات لا يزال يمثل تحديًا يجب أن نواجهه في عام 2022 ، إذا أردنا إنهاء الوباء قريبًا وإعادة العالم إلى المسار الصحيح
.
من جانبه حذر الرئيس السابق لحكومة البرتغال والمفوضية الأوروبية , خوسيه مانويل باروسو ، رئيس تحالف “جافي” للقاحات ، أحد الكيانات التي تقود مبادرة “كوفاكس” في البداية من أنه “طالما أن جزءًا كبيرًا من سكان العالم غير محصنين ، فإن المتغيرات ستستمر في الظهور وسيستمر الوباء” , وأوضح باروسو أن “الوضع الوبائي المؤسف في الهند ، جنبًا إلى جنب مع حقيقة أن عددًا قليلاً فقط من اللقاحات قد تلقتقائمة منظمة الصحة العالمية لاستخدام الطوارئ وكانت متاحة للإمداد العالمي في ذلك الوقت ، أدى إلى تأخير كبير في إطلاق كوفاكس
.
بدوره أكد رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، فيرنر هوير، أمام المؤتمر الافتراضي ، بحسب بيان لبنك الاستثمار الأوروبي ، إلى أن الدعم الجديد سد الاحتياجات الماسة لأفريقيا وجنوب الصحراء حيث يعمل بنك الاستثمار الأوروبي مع شبكة من الشركاء الأفارقة ، بما في ذلك فريق العمل المعني بالحصول على لقاحات في إفريقيا وشراء المزيد من اللقاحات بصورة عاجلة ومضاعفة النسبة المئوية لسكانها المحصنين ضد كورونا من 30% إلى 60%.
.
وقدم الفريق الأوروبي أيضا أكثر من 3 مليارات يورو في صورة مساهمات من المفوضية الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي لتوفير لقاحات كوفيد-19 , وضمان وصول اللقاحات بشكل أكثر سهولة إلى جميع أنحاء العالم من خلال برنامج كوفاكس باعتباره أكبر عملية شراء وإمداد للقاحات في التاريخ إلى 144 دولة حتى الآن , كذلك أعلن البنك عن الوفاء بالتزامه بشراء لقاحات بقيمة مليار يورو خلال العام الماضي.
.
وسبق لبنك الاستثمار الأوروبي أن وجه دعما قويا للبلدان الإفريقية من خلال مبادرة “كوفاكس” حيث قدم تمويلا بقيمة 400 مليون يورو في ديسمبر 2020، ومبلغا إضافيا قدره 200 مليون يورو لكوفاكس في نوفمبر 2021. وكانت كلتا المهمتين جزءا من الدعم الشامل لفريق أوروبا لبرنامج كوفاكس , ودعا برنامج كوفاكس واليونيسيف إلى تقديم 5.2 مليار دولار على الأقل من التمويل الجديد على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة لإنشاء مخزون يقدر بنحو 600 مليون جرعة لتتمكن البلدان من مكافحة انتشار الفيروس ، وفقا لما نقل بيان بنك الاستثمار الأوروبي