“هيومن رايتس ووتش” تتهم كندا بإهمال مواطنيها في مخيمات سوريا

أتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحكومة الكندية بإهمالها لمواطنيها المحتجزين في مخيم “الهول” في شمال شرق سوريا , وطالبت المنظمة الحقوقية الدولية في تقريرها الصادر، الثلاثاء 26 اكتوبر , كندا والمجتمع الدولي بإعادة المواطنين المحتجزين في المخيم , ووثق التقرير قصة امرأة كندية محتجزة مع نحو 40 مواطنًا كنديًا داخل معسكرات وسجون تابعة للقوات الكردية أبرزها مخيمي “الهول” و”الروج” في شمال شرقي سوريا

وأوضح التقرير أن كندا لم تستعد حتى الآن سوى طفلتين من مواطنيها في مارس 2020، مشيرًا إلى أنها رفضت استعادة إحدى أمهات الطفلتين , واعتبر التقرير السياسة المتبعة بحق المحتجزين في المخيم “جريمة بالتبعية والعقاب الجماعي”، ففي المخيم نحو 20 طفلًا كنديًا معظمهم دون سن السادسة ، ولم يختاروا الوجود تحت حكم تنظيم “داعش” , وقال التقرير إن “موقف كندا من مواطنيها المحتجزين في المخيم ، يناقض مواقفها السابقة التي أظهرت خلالها دفاعها حن حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة، ورفضها لسياسة الاعتقال التعسفي”

وتشهد المخيمات في شمال غربي سوريا أوضاعًا اقتصادية وطبية متردية إثر الانتشار الكثير لفيروس كورونا ، إذ بلغ عدد الحالات نحو 30 ألف حالة إصابة في سبتمبر فقط ، بحسب التقرير , وقال المفوض السامي لكندا في المملكة المتحدة ، رالف جودال ، في شباط 2019، إن بلاده لن تعرض حياة مسؤوليها ودبلوماسيها للخطر بإرسالهم إلى مناطق النزاع لاستعادة المواطنين.

وبعد مرور نحو عامين على احتجاز هؤلاء الأشخاص وسط ظروف قاسية ، ورغم كثرة المطالبات الدولية باستعادة الدول لمواطنيها، والدعوة الخاصة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، في مارس الماضي للتأكيد على ضرورة تحرك كندا لاستعادة الأطفال والنساء من مخيم “الهول” ، ما تزال كندا مصرّة على موقفها , وفي يونيو الماضي دعت لجنة برلمانية كندية للعثور على خيارات لاستعادة المواطنين ، وحثّت على تقديم طلب جماعي نيابة عن كل محتجزين كنديين وعائلاتهم لإجبار الحكومة على ذلك.

وفي بيان، صدر الخميس 7  أكتوبر الحالي ، عن منظمة “انقذوا الأطفال” ، حذرت مديرة استجابة المنظمة في سوريا ، سونيا كوش ، من خطورة إجبار الأمهات على التخلي عن أطفالهن مقابل إعادة الأطفال من مخيم “الهول” إلى بلادهم , جاء ذلك بعد بعد قرار صدر عن الحكومة الدنماركية ، يقضي بترك خمسة أطفال في مخيم “الروج” إذا لم تقبل أمهاتهم اللواتي سُحبت منهن الجنسية الدنماركية التخلي عن أطفالهن.

واعتبرت المنظمة أن الكثير من أغنى دول العالم فشلت في إعادة غالبية أطفالها، محذرةً من وفاة الأطفال الأجانب الذين تخلت عنهم دولهم في مخيمي “الهول” و”الروج” إثر وفاة 62 طفلًا في المخيم خلال العام الجاري , ومنذ عام 2017، أُعيد حوالي ألف و163 طفلًا من مخيمات شمال شرقي سوريا ، إذ عاد قرابة 59% منهم إلى ديارهم في عام 2019 خلال 29 عملية استعادة دول غربية لمواطنيها

كما أُجريت قرابة 14 عملية استعادة مواطنين، منذ 3 من سبتمبر الماضي , وتشكّل عملية استعادة الدول الغربية مواطنيها المقاتلين سابقًا في تنظيم “داعش” وأطفالهم قضية جدل ، في حين تطالب الأمم المتحدة باستعادة الأطفال من المخيمات السورية , ويبلغ عدد الأشخاص المحتجزين في مخيم “الهول” نحو 62 ألف شخص ، بينهم نحو 22 ألف سوري ، ونحو 30 ألف عراقي ، ونحو 8965 أجنبيًا ، حسب أحدث إحصائية لإدارة المخيم.

شاركها ...

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الأكثر مشاهدة

Scroll to Top