نجحت منظّمة “بناي بريث” اليهودية في كندا , بتأجيل عرض فيلم “فدائيين” الذي يروي قصّة اللبناني جورج ابراهيم عبد الله , في جامعة برتش كولومبيا الكندية , لمدة 30 يوماً لـ “تقييم الآثار الأمنيّة للفعالية” , وشنت المنظمة التي تعرف نفسها بأنها “أقدم منظمة يهودية مستقلة لحقوق الإنسان في كندا” حملة سياسيّة واعلامية في كندا , مطالبة الجامعة بمنع عرض الفيلم , وكان الفيلم قد عُرض في جامعة كونكورديا بمدينة مونتريال الكندية كما عرض في عشرات دور السينما والجامعات والنقابات والمسارح والمراكز الثقافية في أوروبا وامريكا الشمالية
وجورج ابراهيم عبد الله (67 عامًا) لبناني ماركسي , اعتقله السلطات الفرنسية في 24 أكتوبر 1984، واتهمته بالضلوع في اغتيال الدبلوماسييْن الإسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف ، والأميركي تشارلز روبرت راي في 1982 في فرنسا , وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بالعام 1987 , وصدر بحقّه قرارٌ بالإفراج شرط ترحيله من الأراضي الفرنسية عام 2003 ، إلا أنّ السلطات ترفض تنفيذ القرار حتى اليوم بفعل ضغوط إسرائيلية وأمريكية .
والفيلم يوثق السنوات التي قضاها عبدالله في السجون ، ويعكس إصراره على التمسك بخيار المقاومة والكفاح المسلح , ودعمه للقضيه الفلسطينيه في مخيمات اللجوء في لبنان إلى نشاطه في الخارج ، إضافة إلى التحركات المطالبة بإطلاق سراحه , وقالت سوزان لومانسو من رابطة “من أجل تحرير جورج عبد الله”، أن “جورج عبد الله هو مناضل شيوعي ثوري ، أعطى 35 عامًا من حياته لفلسطين” , وجاء حديث لومانسو خلال التتر الخاص بفيلم “فدائيين” والذي احتوى بدوره العديد من المقتطفات لمقابلات مع شخصياتٍ تحدّثت عن جورج عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية ومسيرته الثورية.
وتقول شارلوت كييتس المنسقة الدولية في “شبكة صامدون” للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين “تسعى المنظمات الصهيونية إلى منع وصول الرواية الفلسطينية إلى الرأي العام ، خاصة إلى ساحة أكاديمية مثل بريتش كولومبيا وتتصرف كبلطجي مع الطلاب ، كما تقوم منظمات يمينية متطرفة مثل بناي بريث وغيرها بإشاعة واختلاق الأكاذيب لتشوية صورة ونضال الشعب الفلسطيني .. فهذه وظيفتها وشغلها الشاغل”.
وتضيف كييتس “الحركة الصهيونية تريد احتكار الجامعات والنقابات والكنائس ، تَعتبرها ميادين وساحات لها فقط ، وأمكنة مُحرّمة على الصوت الفلسطيني والقوى المناصرة للحقوق الفلسطينية والعربية” , وقالت كييتس “من المتوقع أن تتحرك مثل هذه المُنظّمات الصهيونية وتهاجم الفيلم لتجريم المقاومة الفلسطينية. هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها حملة عنصرية تستهدف الطلبة العرب و”شبكة صامدون” و”حركة الشباب الفلسطيني” وجمعيّات ناشطة على صعيد مقاطعة اسرائيل”