كندا .. كورونا والمهاجرين والعمالة المؤقتة

أفادت وكالة الإحصاء الكندية بأن القيود المفروضة على السفر حول العالم للحد من انتشار جائحة كورونا أعاقت قدوم المهاجرين إلى كندا , وذكرت بيانات وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالية المحدثة شهرياً بأنّ عدد الأشخاص الذين حصلوا على الإقامة الدائمة في كندا سجّل تراجعاً سنوياً بنسبة 75% في أبريل ومايو الفائتيْن وأنّ معالجة طلبات الهجرة خلال هذيْن الشهريْن اقتصر بشكل أساسي على العمال الأجانب المؤقتين المتواجدين في كندا.

ومنذ أوائل الألفية الجديدة هناك اتجاه متزايد لاختيار المهاجرين الاقتصاديين في أوساط العمال الأجانب المؤقتين . وترك هذا الأمر أثراً كبيراً على وضع المهاجرين الجدد في سوق العمل , ونشرت وكالة الإحصاء يوم أمس الأول الدراسات الثلاث الأولى من سلسلة تضم خمس دراسات تعطي نظرة عامة واسعة النطاق عن الأهمية المتزايدة للعمال الأجانب في اختيار المهاجرين الجدد ووضعهم في سوق العمل.

وأجرت الوكالة الفدرالية هذه الدراسات بالتعاون مع وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة.في عام 2018 كان 46% من المهاجرين الاقتصاديين الجدد عمالاً أجانب مؤقتين سابقين، مقارنةً بـ 8% عام 2000. وتُعرف عملية اختيار المهاجرين الاقتصاديين من بين العمال الأجانب المؤقتين والطلاب الدوليين (الأجانب) بـ”اختيار المهاجرين على مرحلتيْن” , ويقوم أرباب الأعمال الكنديون بدور رئيسي في هذه العملية من خلال توظيفهم العمال الأجانب المؤقتين وتقييمهم , فيما تحدّد الحكومة عدد المقيمين المؤقتين الذين ستمنحهم الإقامة الدائمة وتختار الأكثر أهلية من بينهم

وتحمل الدراسة الأولى عنوان “اختيار المهاجرين على مرحلتيْن : عرضٌ للمنافع وللتحديات المحتمَلة” وهي خلاصة دراسات دولية وكندية حول مزايا وعيوب اختيار المهاجرين على مرحلتين لتعزيز الملاءمة بين كفاءات المهاجرين ومتطلبات سوق العمل لأن أرباب العمل قادرون على إجراء تقييم مباشر لكفاءات العمال الأجانب المؤقتين ولمزاياهم غير الملموسة , ولوحظت بعض المشاكل المحتملة المتصلة بالاعتماد على العمال الأجانب المؤقتين خلال جائحة كوفيد – 19 ، ومن ضمنها عدم التأكد من توفر اليد العاملة لقطاعات صناعية أساسية وشروطُ العمل السيئة لبعض العمال الأجانب المؤقتين

أمّا الدراسة الثانية ، وعنوانها “اختيار المهاجرين على مرحلتيْن : تحليل لاتساعه في كندا” ، فوثّقت تطوُّر اختيار المهاجرين على مرحلتيْن منذ أوائل الألفية الثالثة.ففي عام 2000 كان 12% من مقدّمي الطلبات الرئيسيين الجدد في فئة الهجرة الاقتصادية أشخاصاً عملوا في كندا قبل حصولهم على الإقامة الدائمة. وارتفعت هذه النسبة إلى 59% عام 2018 , وهذا الاتساع مدفوع بارتفاع في عدد العمال الأجانب المؤقتين وبارتفاع في نسبة طالبي الإقامة الدائمة في أوساطهم.

ففي الفترة الممتدة بين عاميْ 2000 و2018 ارتفع عدد العمال الأجانب المؤقتين في كندا من نحو 60.000 شخص إلى 429.300 شخص. ومن بين العمال الأجانب المؤقتين الذين حصلوا على أول رخصة عمل عام 2001 حصل 30% على الإقامة الدائمة في السنوات العشر اللاحقة. وارتفعت هذه النسبة إلى 39% في أوساط العمال الذين حصلوا على أول رخصة عمل منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة , وهذا الارتفاع في معدل الانتقال من وضع العامل الأجنبي المؤقت إلى وضع المقيم الدائم مرتبط بنمو برنامج مرشّحي المقاطعات (PNP – PCP) وبإنشاء فئة الخبرة الكندية (CEC).

وفي عام 2018 تمّ قبول 25% من مقدّمي الطلبات الرئيسيين الجدد في فئة الهجرة الاقتصادية في إطار برنامج العمّال المهرة الفدرالي (FSWP – PTQF) فيما تمّ اختيار 46% منهم في إطار برامج المقاطعات و20% منهم ضمن فئة الخبرة الكندية , وبين مقدّمي الطلبات الرئيسيين الذين قُبلوا عام 2018 كان 11% من القادمين من برنامج العمّال المهرة الفدرالي قد عملوا في كندا قبل حصولهم على الإقامة الدائمة، مقارنةً بـ62% من القادمين من برامج المقاطعات و97% من فئة الخبرة الكندية.

وتحمل الدراسة الثالثة عنوان “اختيار المهاجرين على مرحلتيْن : الاتجاهات الأخيرة في وضع المهاجرين في سوق العمل” وتتمحور حول العلاقة بين اختيار المهاجرين في إطار عملية ذات مرحلتيْن ووضعهم في سوق العمل , وحدوث العمل (النسبة المئوية من المهاجرين ذوي العائدات السنوية الإيجابية) خلال أول سنة كاملة بعد الهجرة ارتفع من 81% عام 2000 إلى 87% عام 2016 لدى الرجال في الفئة العمرية 20 – 54 عاماً، ومن 61% إلى 67% لدى النساء.

وهذا الارتفاع عائد بشكل رئيسي إلى تنامي نسبة المهاجرين الجدد الذين عملوا في كندا قبل الهجرة برواتب سنوية متوسطة (بين 20.000 و50.000 دولار حسب قيمة دولار عام 2017) أو عالية (أكثر من 50.000 دولار) , وارتفع أيضاً معدل الدخل السنوي في أول سنة كاملة بعد الهجرة لدى الرجال العاملين بنسبة 23% بين الحاصلين على الإقامة الدائمة عام 2000 والحاصلين عليها عام 2016، وبلغت نسبة الارتفاع 32% لدى النساء العاملات.ويعود أكثر من 90% من هذا الارتفاع لدى الرجال والنساء إلى تنامي نسبة المهاجرين الجدد الذين عملوا في كندا قبل الهجرة فاكتسبوا خبرة عمل كندية

شاركها ...

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الأكثر مشاهدة

Scroll to Top