يجمع خبراء التقنية الحديثة بأن العالم الجزائري بشير حليمي , هو صاحب الفضل الأول في إدخال اللغة العربية إلى برمجيات الكمبيوتر وبسبب نجاح البرنامج قررت شركة مايكروسوفت العملاقة شراؤه بالكامل لتبدأ رحلة لغة الضاد في عالم الحواسيب , وبتأسيسه لشركة “ميديا سوفت” أهتمت شركة أنتل ببرمجياتها واشترت أسهماً فيها , كما أن لحليمي دور بارز في إدخال هذه البرامج إلى شركات الاتصالات من خلال اتفاقيات تعاون مع شركة “بيل كندا” و شركة “فرانس تليكوم”
النشأة والدراسة
ولد بشير حليمي في عام 1956 في مدينة مداوروش بولاية سوق أهراس , ودرس الرياضيات التقنية بالثانوية التقنية بعنابة ، وله قصة مشهورة لفتت إلى نبوعه المبكر , فقد أكتشف خطأً في أحد الأسئلة أثناء تقديمه لامتحان مادة الفيزياء في عام 1974 وقام بتصحيحه , وكان ضمن مجموعة من الطلبة المتفوقين الذين أستقبلهم أنذاك الرئيس الجزائري هواري بومدين , ثم حصل على منحة للدراسة في جامعة مونتريال , وتجاوز البكالوريوس في فترة 3 سنوات ثم الماجستير بعد أن تسببت الاجراءات الإدارية في بلاده بعرقلة دراسته
اختياره لكندا
وعن اختياره للدراسة في كندا , قال حليمي “اخترت أمريكا الشمالية ، لأنني استثقلت الدراسة في البلد الذي استعمرنا وأخرجناه من بلادنا ، كما كنت أدرك أن مصدر التكنولوجيا هو أمريكا الشمالية ، فثقدمت على منحة لدراسة علوم الحاسب الآلي في مونتريال بكندا تم قبولهما ، وهي التي اخترتها ، لأن اللغة المتداولة فيها هي الفرنسية أي أنني لن أواجه صعوبات اللغة الانكليزية. أنا سعيد بهذا الاختيار بعد مرور 45 سنة ، فكندا بلد جيد يحترم الانسان والحقوق ويعطي للكفاءات قيمة” , وأضاف “عندما ذهبت لكندا لم أفكر أبدا بالبقاء هناك بل سافرت لأدرس وأحصّل خبرة وكفاءات لأطبقها في بلادي وأحسنها ، لكن للأسف الظروف لم تمكنا من ذلك”
مشروع التعريب
وحول مشروع تعريب الحاسب الآلي , يقول حليمي “عندما أصبحت أعيش بكندا قررت في 1978 أن أفاجئ عائلتي في الجزائر بكتابة عبارة عيد سعيد بالحاسب الآلي انطلاقا من جامعة مونتريال , ولاحظت وقتها أن الحروف العربية لا تُكتب بنفس الطريقة على الحاسب ، وبدأت في وضع خوارزمية تجد أوتوماتيكيا شكل الحرف حسب موقعه في الكلمة , وبقيت أعمل على هذا المشروع ، حيث انضممت لمخبر اللغات الأجنبية ووجدت أنه يتعامل مع شركات مثل أولمبيا وسيمنس بألمانيا لصناعة التيلكس والآلة الراقنة ، فبدأت الاشتغال على الآلة الراقنة لألومبيا وصممت الحروف العربية بيدي”
شركة آليس
وعن هذه المرحلة , بدأ حليمي خطوة بخطوة في تأسيس المشروع والذي نجم عنه تأسيس “شركة آليس” التي حققت نجاحاً كبيراً أدى لاهتمام شركة مايكروسوفت بها وتقدمت بعرض للاستحواذ عليها , ويقول حليمي “أكبر افتخار لي في مشروع تعريب الحاسب الآلي ، رفضت تحريف الخط العربي لأن شركات أمريكية مثل, أي بي أم , وأخرى انكليزية أرادتا أن تسوق أجهزة بعربية محرفة غير لائقة ، وكانت معها في هذا الطرح هيئات عربية مثل معهد المقاييس بالأردن ، لكنني عارضت الأمر وأصريت على احترام تاريخ وثراء وجمال هذه اللغة ، وهو ما ألقيت بشأنه محاضرات بالشرق الأوسط بعدما دعت إدارات عربية لتغيير اللغة العربية لدخول الحاسب الآلي”
ستيف جوبس
وفي إحدى لقاءاته الصحفية , قال العالم الجزائري “قبل بيعي لشركة ميديا سوفت ، كنت قد بدأت أفكر في تأسيس شركة سبيتش موبيليتي لتصميم هاتف خاص بالشركات” , وأشاد حليمي بستيف جوبس ، واعتبره أذكى الأشخاص في العالم وقاله أنه “يتميز بالإصرار والمثابرة وكان يرى الأشياء التي سوف يحتاجها العالم قبل سنوات” , كما أشار إلى احترامه الشديد لبيل غيتس , ومن مجموع الشركات التي أسسها حليمي تعتبر من الأكثر نجاحاً في كندا وأمريكا الشمالية , فقد أسس شركة “سبيتش موبيليتي” سنة 2012 ، والتي تنتج هواتف ذكية تتفاعل مع الشخص الذي يستخدمها , وأنشأ عدداً من المشاريع الرائدة في قطاع التكنولوجيا والاتصالات في أمريكا الشمالية
هاتف سكرتير
وأضاف موضحاً فكرته “سيكون الهاتف ذكيا ، إذ يعلم متى يكون المتصَل به متاحا ، ومتى يحوّل المكالمة من المكتب إلى الأشخاص المناسبين وغير ذلك ، وهو ما أضفناه ، فكل مستخدم لهاتفنا أصبح له ما يشبه سكرتيرة شخصية تسأل إن كانت المكالمة مهمة ، وتقرأ الرسائل الصوتية والإيميل عندما يكون المستخدم يقود السيارة ، وتراجع أجندة المواعيد و تتلقى الأوامر” وتابع “هذه مزايا مهمة للأفراد الذين أصبحوا يتجهون اليوم نحو الانتاجية وهم في العطلة أو المطار أو المطعم , حاليا نحن في مرحلة تسويق الجهاز الذي قد يكون مستقبلا بين يدي شركة أخرى تسوقه عالمياً”
إقرأ ايضاً
المصرية فيبي وصفي ضمن أكثر 100 شخصية ملهمة في كندا
طبيب عُماني ينال جائزة “الامتياز في التدريس” من جامعة مكغيل الكندية
نور عناية تلهم النساء المهاجرات في كندا بترؤسها لاتحاد المرأة الفرنكفونية
