أستيقظ الكنديون صباح ليلة الميلاد وهم يتساءلون “أين هي الثلوج؟” فالأراض التي ينبغي أن تكون بيضاء إثر هطول الثلج كما هي العادة في كل عام أصبحت مكسوة باللونين الأخضر والبني بدلا من ذلك , وعادة ما يحتفل حوالي 75 بالمئة من الكنديين بعيد ميلاد يكتسي باللون الأبيض ويميزه ارتفاع الثلوج سنتيمترين عن الأرض ، ولكن هذا الرقم الآن قريب من الصفر , كما أن غلاء المعيشة أجبر الكثير من الكنديين على خفض الميزانية المتعلقة بأعياد نهاية السنة ، بما في ذلك شراء الهدايا وإعداد وجبات الطعام للعائلة والأصدقاء
وقالت جانيت ميوزيك ، منسقة برنامج الأبحاث في مختبر تحليل الأغذية الزراعية في جامعة دالهاوسي في هاليفاكس ، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا ’’يشعر الناس بضغط مالي كبير للحفاظ على مستوى التقاليد والراحة والترفيه الذي اعتادوا عليه‘‘ , وأضافت ’’هناك رابط عاطفي حقيقي مع التقاليد في هذه الفترة من السنة، مثل الطعام على المائدة ومعناه، وقد يكون ذلك مكلفاً جداً‘‘
وعادة يسأل الكنديون بعضهم على سبيل الدعابة : “هل الجو بارد بما يكفي بالنسبة لك؟”، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة ، ستصبح هذه المزحة قديمة , وقال عالم المناخ المخضرم في وزارة البيئة الفيدرالية ديفيد فيليبس : “كنت أتعقب الطقس منذ 55 عاما ولم أشهد مثل هذا الشتاء في أول يوم رسمي للشتاء” , ولا ينبغي لذلك أن يكون مفاجأة، إذ يبدو أن عام 2023 سيكون من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
ويكون الشتاء غالبا أشد قسوة في الأقاليم غير الساحلية مثل ألبرتا ، حيث يمكن أن يظل الثلج على الأرض مدة خمسة أشهر أو أكثر. وكانت درجة الحرارة مرتفعة في إدمونتون عاصمة ألبرتا ، أمس الجمعة ، إذ بلغت سبع درجات مئوية بالمقارنة مع 28 درجة تحت الصفر في العام الماضي , والسبب الآخر هو ظاهرة “إل نينيو”، وهي ارتفاع درجات حرارة سطح الماء في شرق ووسط المحيط الهادئ، والتي غالبا ما تؤدي إلى درجات حرارة أكثر اعتدالا في الشتاء.
وقال فيليبس : “ما ترونه هذا الشتاء هو في الواقع نظرة مسبقة لما سيكون طبيعيا بعد عقود من الآن” , وأضاف ضاحكا: “أعتقد أنه إذا تمكنا من تأجيل عيد الميلاد شهرا من الآن ، فسنضمن تقريبا عيد ميلاد أبيض في كل مكان. لكن هذا لن يحدث” , وعلى مستوى التكلفة المادية لوجبة عيد الميلاد التقليدية لمجموعةٍ من أربعة إلى ستة أشخاص , فتبلغ 104,85 دولاراً هذه السنة ، ويشمل هذا السعر الديك الرومي والبطاطا والصلصات والخضروات والحشوة والفطيرة وشراب البيْض والحلوى.
وتختلف التكلفة بين منطقة وأُخرى في كندا , فأسعار المواد الغذائية هي أكثر ارتفاعاً في المقاطعات البحرية ، نوفا سكوشا ونيونوفو برونزويك وجزيرة الأمير إدوارد ، وحتى أعلى من ذلك في الأقاليم الكندية الثلاثة الواقعة في شمال البلاد الكبير , وإذا كانت الأسعار قد بدأت تسجل انخفاضاً بطيئاً بعد ثلاث سنوات من التضخم ، فالمنتجات المرتبطة تقليدياً بوجبات الأعياد تظل باهظة الثمن. فقد ارتفع سعر الديك الرومي بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي ، وسعر البطاطا بنسبة 7% تقريباً، وسعر الجزر بنسبة 13% تقريباً ، وفقاً لبيانات مختبر تحليل الأغذية الزراعية في جامعة دالهاوسي.