أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الخميس عن تضامنه مع عائلة جاكوب فليكنجر، المواطن الكندي الذي كان من بين القتلى في غارة جوية إسرائيلية على سيارة مساعدات ، موضحا بأنه “قُتل أثناء توصيل الطعام للمدنيين المحتاجين ، وموته غير مقبول على الإطلاق” , وشدد ترودو في تدوينة عبر منصة “إكس” على أن اسرائيل ملزمة بضمان سلامة عمال الإغاثة في قطاع غزة في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى المساعدات الإنسانية في قطاع غزة”.
وطالب ترودو , الدولة العبرية بضرورة تقديم توضيحات حول اغتيال الفريق الأجنبي ، قائلا إن “العالم يستحق تفسيرا لكيفية حدوث ذلك” , وأدانت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، اغتيال موظفي منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، داعية إلى إجراء تحقيق “شامل” في الحادثة , وقام جيش الاحتلال باغتيال فريق إغاثي مكون من سبعة عاملين أجانب ، وهم من جنسيات كندية وأمريكية وأسترالية وبريطانية وبولندية وإيرلندية ، عبر قصف سيارتهم في قطاع غزة بشكل مباشر.
واستهدفت الأثنين طائرات إسرائيلية المركبة التي كانت تقل فريق الإغاثة التابع لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” وسائقهم الفلسطيني عبر شارع الرشيد بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة ، بشكل مباشر، الأمر الذي أثار تنديدا دوليا ومطالبات بتقديم إسرائيل تفسيرا للمجزرة بحق الفريق الإغاثي , والمواطن الكندي الذي قتل , هو جاكوب فليكنجر، 33 عاماً، ينحدر من مدينة سان جورج في منطقة بوس الواقعة في جنوب مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك.
وكان فليكينجر من قدامى المحاربين في القوات المسلحة الكندية، حيث خدم فيها من عام 2008 إلى عام 2019, وانضم جاكوب إلى منظمة ’’المطبخ المركزي العالمي‘‘ في الخريف الماضي ، وتم إرساله إلى أفغانستان في عام 2010 وإلى المكسيك لتوزيع المساعدات الغذائية بعد إعصار ’’أوتيس‘‘ , وكان العامل الإنساني الكندي الأمريكي في غزة منذ بضعة أسابيع عندما تعرضت القافلة الإغاثية للقصف الإسرائيلي. وكان من المقرر أن يعود إلى كوستاريكا في نهاية هذا الأسبوع ، حيث يعيش منذ عامين مع زوجته وابنه البالغ من العمر 18 شهرا.
ويقول والده جون فليكنجر “كان فخورا بوضع مهاراته التي تعلمها في الجيش لاستخدامها في المساعدات الإنسانية” , وأضاف ’’أحب جاكوب مساعدة الناس‘‘ وقالت والدته سيلفيا لابريك “سيكون قد ضحى بحياته من أجل قضية نبيلة حقا‘‘ , وتمنت الأم ألا تكون دماء ابنها قد ذهبت هدرا : ’’آمل حقًا ألا يمر رحيله مرور الكرام. سواء كان ذلك لوقف القتل ، أو وقف العنف ، أو إعادة جميع الرهائن إلى عائلاتهم. في مرحلة ما، يجب أن تنتهي هذه الحرب اللعينة‘‘.
وكانت إسرائيل فد تذرعت بالخطأ العسكري وبدأت تحقيقا في القصف الذي أسفر عن مقتل عمال الإغاثة السبعة، بمن فيهم جاكوب فليكنجر , وأعرب والدا جاكوب عن اقتناعهما بأن القصف كان مستهدفا، في الوقت الذي تسير فيه القافلة في ممر إنساني محدد بوضوح , وتضيف والدة جاكوب سيلفي لابريك : ’’إنه أمر فظيع، أعتقد حقا أن ما حدث كان مخططا له وكان مقصودا. يريدون تجويع هؤلاء الناس ، يريدون موت كل هؤلاء الأطفال والنساء وكل الناس. إنه أمر مروّع، إنه أمر غير مقبول‘‘.
وأضافت والدة جاكوب ’’إن جزءا مني يتمنى أن يكون لموت جاكوب معنى خالدا ، لأنه كان يتمتع بقوة داخلية لا تصدق. لقد كان حقا كائنا استثنائيا‘‘ , بينما ينتظر الوالدان الحزينان الآن إعادة جثمان ابنهما إلى أرض الوطن. وتشارك حكومة كندا في ذلك بالتعاون مع منظمة ’’المطبخ المركزي العالمي‘‘ , ومن المقرر أن تقام مراسم الجنازة في مدينة سان جورج في بوس , وقتل حتى الأن قرابة 200 من عمال الإغاثة في قطاع غزة منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي