أعلنت كندا ، الثلاثاء، عن إيقاف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل ، وهو ما علقت عليه تل أبيب بالقول “التاريخ سيحاسبكم” , وقالت وزيرة الخارجية الكندية ، ميلاني جولي ، اليوم الثلاثاء إن حكومة بلادها ستوقف صادرات الأسلحة المستقبلية إلى إسرائيل , وأضافت الوزيرة “هذا حقيقي , وكان الاقتراح الأصلي هو تعليق مبيعات الأسلحة ، إلا أنه تم تغيير ذلك إلى الحظر التام”، وذلك على الرغم من أن اقتراحا أقره اللبرلمان الكندي أمس الاثنين يدعو إلى أن مثل هذا الإجراء غير ملزم”.
وأضافت جولي أن هذا القرار “مهم، وليس تغييرا رمزيا” ، مؤكدة أنه يعني أن كندا لن تصدر بعد الآن “أسلحة إلى إسرائيل” , وأفاد مصدر حكومي كندي لوكالات الأنباء العالمية أن كندا أوقفت تصدير الأسلحة إلى إسرائيل , وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي لم ترسل فيه أوتاوا إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة سوى شحنات “غير فتاكة” مثل معدات الاتصالات , وأضاف المصدر أنه لم تُسجل أي صادرات عسكرية لإسرائيل منذ يناير
وخلال الشهر الجاري قدّمت مجموعة من المحامين، والكنديين من أصل فلسطيني شكوى ضد الحكومة الكندية تطالب بتعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل ، معتبرين أن أوتاوا تنتهك بذلك القانون المحلي والدولي , ويأتي ذلك بعد تصويت البرلمان الكندي بأغلبية 204 أصوات مقابل 117 لصالح اقتراح غير ملزم لوقف مبيعات الأسلحة بعد نقاش طويل يوم الاثنين الماضي , وطالب الاقتراح بتعليق تجارة المنتجات العسكرية والتكنولوجيا مع إسرائيل. ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار
بدوره ، عبر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن أسفه لقرار كندا تعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل ، معتبرا أيضا أن هذه الخطوة “تقوض حق إسرائيل في الدفاع عن النفس” , وكانت أوتاوا قالت الأسبوع الماضي إنها أوقفت تصدير العتاد العسكري غير الفتاك إلى إسرائيل ، اعتبارا من يناير , وكانت كندا قد فرضت في وقت سابق تعليقاً مؤقتاً على تصاريح التصدير للسلع والتكنولوجيا العسكرية إلى إسرائيل
وقال وزير الدفاع الكندي بيل بلير ، لصحيفة “تورونتو ستار” المحلية ، إن “جولي ستقرر كيفية تطبيق الحظر”، كما أعرب بلير عن “قلق بلاده الشديد إزاء المبيعات العسكرية الفتاكة لإسرائيل خلال الصراع بغزة” , وتعد إسرائيل من أبرز مستوردي الأسلحة الكندية، حيث تلقت عتادا عسكريا بقيمة 21 مليون دولار كندي عام 2022 , وسبق ذلك شحنات بقيمة 26 مليون دولار عام 2021، ويضع هذا إسرائيل في قائمة أكبر 10 متلقين لصادرات الأسلحة الكندية
وفي وقت سابق نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزارة الخارجية الكندية قولها إن التصاريح الممنوحة لبيع الأسلحة إلى إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي وحتى بداية يناير الماضي ستُحترم ويوافق عليها , موضحة أن الحكومة الكندية لن توافق على تصاريح جديدة لتصدير الأسلحة , وقالت الوزارة إن منع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل سيستمر حتى تتمكن أوتاوا من ضمان امتثال تل أبيب الكامل لنظام التصدير الكندي الذي وصفته بأنه من أكثر الأنظمة “صرامة في العالم” حسب تعبيرها