عثر مجتمع محلي للسكان الأصليين في كندا ، على عشرات القبور في موقع مدرسة سكنية ، بعد أشهر من اكتشاف رفات مئات الأطفال في المدارس الداخلية السابقة , وقالت منظمة “ويليامز ليك فيرست نيشن” إن النتائج الأولية للمرحلة الأولى من البحث الجيوفيزيائي في مدرسة سانت جوزيف ميشن السكنية السابقة ، في مقاطعة بريتش كولومبيا ، كشفت عن “93 انعكاسا” بخصائص “تدل على دفن بشري محتمل” في موقع مدرسة “سانت جوزيف ميشن)” السكنية السابقة
وحسب البيان، مسح المحققون ما يقرب من 14 هكتارًا من الموقع البالغة مساحته 480 هكتارًا. ويبعد هذا الموقع حوالي 300 كلم شمال مدينة كاملوبس التي عُثر فيها على رفات 215 طفلًا العام الماضي , وقد عُثر منذ مايو الماضي، على أكثر من ألف مقبرة مجهولة بالقرب من “المدارس السكنية الهندية” السابقة التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية , والتحق الآلاف من أطفال السكان الأصليين بمدرسة سانت جوزيف ميشن بين عامي 1886 و1981 عندما كانت مدرسة داخلية تديرها طوائف دينية مختلفة ضمن نظام الحكومة الكندية ، وفقًا للبيان.
وقال ويلي سيلارز رئيس المجتمع الذي يتكون من 800 شخص من السكان الأصليين “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في موقع المدرسة ، ولدينا كل النية لمواصلة هذا العمل” , وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن أنباء المقابر المحتملة “تجلب الكثير من المشاعر المحزنة”. وأضاف : “قلبي ينفطر على أفراد المجتمع ، وأولئك الذين لم يعد أحباؤهم إلى المنزل” , وفي أوائل يناير الجاري، أعلنت أوتاوا عن تخصيص 1.9 مليون دولار كندي لتمويل التحقيقات في موقع سانت جوزيف ميشن.
وقالت الحكومة في بيان آنذاك “حتى الآن تم تخصيص 116.8 مليون دولار كندي (93 مليون دولار أمريكي) لدعم الناجين من مجتمعات الأمة الأولى والإنويت والميتيس وعائلاتهم، والتوجه نحو تحديد أماكن الأطفال المفقودين الذين التحقوا بالمدارس السكنية وإحياء ذكراهم” , وحاليًّا، تجري العديد من التحقيقات في المدارس الداخلية السابقة في جميع أنحاء البلاد ، حيث يُعتقد أن ما بين 4 و6 آلاف طفل في عداد المفقودين، وفقًا للسلطات الكندية.
ويقول مؤرخون كنديون إنه بين عامي 1883 و1996 أُجبِر نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين على “استيعاب وإدراك” المجتمع الأبيض في كندا ، عبر الالتحاق بمدارس كان يديرها غالبا مبشرون مسيحيون , كما واجه هؤلاء الأطفال انتهاكات كبيرة ، حيث وصفت “اللجنة الكندية للحقيقة والمصالحة” في 2015 ما عاشوه بـ”الإبادة الثقافية” ؛ إذ كانوا يُمنعون من التحدث بلغتهم الأصلية كما تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي والحرمان من الطعام حسب شهادات كثيرة.