اختتمت فعاليات هذا العام من الدورة العاشرة للمهرجان اللبناني في كندا الذي اقيم لثلاثة أيام من 28 إلى 30 يونيو 2024 في مدينة تورنتو , وعلى أنغام الأغاني والدبكة اللبنانية استقبل المنظمون زوار المهرجان في تورنتو بشعار “أهلا بهالطلة‘‘ المستوحى من حملة ترويج للسياحة في لبنان أطلقتها وزارة السياحة اللبنانية في السنوات الأخيرة. والشعار بدوره هو عنوان أغنية للمطربة اللبنانية الراحلة صباح , وتم تأسيس المهرجان عام 2015
ومن جانبه، دعا رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو، الشهر الماضي ، عبر بيان صحفي، الكنديين ’’إلى التعرف على ما يجلبه الكنديون من أصل لبناني إلى ثقافتنا واقتصادنا ومجتمعاتنا. سواء من خلال مشاركة المطبخ اللبناني ، أو من خلال الاحتفالات التي تتميز بالموسيقى والرقص التقليدي، أو من خلال تأثيرهم في مجالات العلوم والطب ، يساهم الكنديون من أصل لبناني في جعل كندا البلد الذي نحبه.‘‘
واستقطبت الفعاليات الالاف من الناس من مختلف الجنسيات العربية والكندية ، كما حضرت فيه اسماء بلدات لبنانية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب مرورا بكسروان وبيروت كما حضرت المنتوجات اللبنانية رمز الاصالة والتراث البلدي وتوزعت رائحة الزعتر والجبن والمأكولات اللبنانية في كل الارجاء ، كما انتشرت حلقات الدبكة بخبطات شبابية عاشت الوطن رغم اغترابها ، فكان المهرجان اشبه بلبناننا المصغّر عاشه الاغتراب بفرح واشتياق ، في بلاد اختارها بلادا له هي التي احتضنت الامه وافراحه وامانيه التي لم تكن لتتحقق لو لم يختر العيش والتأقلم على ارضها.
وقال زياد قزي، منسّق المهرجان اللبناني في تورنتو، أنّ “الهدف من هذا المهرجان هو جمع الجالية اللبنانية والاحتفاء معا بعقائدنا وثقافتنا وتراثنا اللبناني الاصيل ، وهو من تنظّيم كنيسة سيدة لبنان المارونية في تورونتو وابوابه مفتوحة لكلّ أبناء الجالية اللبنانية وغيرها من الجاليات ، وما دعوتنا لمطرب عراقي للغناء في المهرجان الى جانب الفنانيين اللبنانيين من امثال عبدو وبريجيت ياغي،رامي بدر ، فادي كود وأمير اندراوس وغيرهم كثيرين الا لاننا نطمح للوصول إلى الجالية العربية ككل ، فالكلّ يحب ّ لبنان ولبنان يحب الجميع.”
وفي دلالة على التواصل والحنين الذي لا ينقطع بين المغتربين اللبنانيين ووطنهم الأم كانت عبارة “الو الو بيروت” هي السمة المتداولة التي اراد من خلالها القيّمون على المهرجان عيش الروح اللبنانية ومدّ جسور التواصل والمحادثات فيما بين اللبناني المغترب وأخيه المقيم تأكيدا منهم ان بلادنا المعروف عن شعبها الضيافة والكرم ستظل صفاتها كما هي حتى ولو كانت بلاد الاسفندان وغيرها من الدول قد احتضنته ودللت احلامه ومستقبله،فهو وعلى اغترابه سواء اكان طويلا ام قصيرا لن يتخلى عن ثقافة بلاده وحضارتها ولا تراثها الذي لا يستهان فيه.
وقال الدكتوراللبناني إيلي طنوس الذي يعمل متطوعاً في المهرجان “إنّ هذا المهرجان يمثّل روح الشعب اللبناني الذي يمكنه أن يعيش مع كلّ الشعوب” ويقيم طنوس الأستاذ المتقاعد حديثاً من تدريس الفيزياء في إحدى الثانويات الفرنكوفونية الخاصة في تورونتو، في كندا منذ 33 عاماً , وأضاف طنوس بأنّه من المهمّ ’’أن نُظهر للكنديين أنّه على عكس ما يصوّرنا البعض كشعب منعزل وطائفي ، فنحن شعب يمثّل فكر وثقافة الشرق الأوسط.‘‘
وذكر كيف كانت تعيش مختلف الديانات والأعراق بانسجام في لبنان قبل الحرب التي يعتبرها ’’حرباً أهلية، بل حرب الآخرين على لبنان” , ويقول صديقه رجل الاعمال جورج لطوف، الذي هاجر من لبنان إلى كندا منذ 47 عاماً، إنّ ’’المهرجان يعطينا فرصة الالتقاء بأصدقائنا ويمكنّنا من دعم كنيستنا‘‘ , ويرى السيد لطوف أنّ دعوة وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي المواطنين الكنديين المتواجدين في لبنان مغادرة هذا البلد مادام بإمكانهم القيام بذلك ’’قرار صائب حتى لا يتكرّر ما حدث في حرب صيف 2006″