“يا لها من جنة غريبة” لعمر العقاد تفوز بأكبر جائزة للرواية في كندا

فازت رواية “يا لها من جنة غريبة” للكاتب الكندي من أصل مصري عمر العقاد بجائزة “سكوتيابنك جيلر” وهي أكبر جائزة كندية في الرواية وتبلغ قيمتها 100 ألف دولار كندي هذا العام وتمنح لمؤلف أفضل رواية أو مجموعة قصص قصيرة كندية تنشر بالإنكليزية وقام بتأسيس الجائزة رجل الأعمال جاك رابينوفيتش في عام 1994 تخليدا لذكرى زوجته الراحلة الصحفية الأدبية دوريس جيلر، وقالت لجنة التحكيم إن الرواية “تثير تساؤلات حول اللامبالاة والعجز، وفي نهاية المطاف تقدم أدلة على كيفية التواصل بشكل متعاطف في عالم منقسم”

وحصل العقاد (39 عامًا) على الجائزة أثناء حفل في تورنتو بثه التلفزيون مساء الإثنين , وقال العقاد في خطاب قبول الجائزة “لم أكن أعتقد أن لدي فرصة للفوز.. إنه إلى حد بعيد أعظم شرف في مسيرتي” ، وأضاف “لقد حظيت بشرف لا يُصدق بأن أذكر في الوقت نفسه الذي يذكر فيه 4 مؤلفين بارزين يمكن لأي منهم أن يقف هنا الآن” , وتمثل الرواية نوعا من الدفاع عن الهجرة في شكل أدبي ، وتحاول إضفاء طابع إنساني على اللاجئ الذي يعاني من صور ذهنية مسبقة في المجتمع الجديد.

وتدور أحداث الرواية التي نشرتها دارنشر “ماكليلاند آند ستيوارت” حول طفلين أثناء أزمة اللاجئين العالمية ، وما يخلفه ذلك لدى طالبي اللجوء هربا من الموت من خيبة بأن الجنة التي حلموا بالفرار إليها ليست كذلك في واقع الأمر , وتقدم الرواية تأثير الحرب على حياة البشر العاديين بطريقة قصصية تظهر فيها المعاناة الإنسانية والنضال من أجل البقاء والسعي للفرص الجديدة ، وتناقش الرواية طبيعة العلاقة بين اللاجئ والمجتمع المضيف , وفي الرواية تجرف المياه الكثير من الجثث إلى شواطئ دولة عبارة عن جزيرة صغيرة

وتتناوب القصة بين منظور أمير الطفل السوري الذي نجا من غرق سفينة في جزيرة مجهولة ، وفانا الفتاة المراهقة المحلية التي أنقذته بعد أن غرقت سفينة أخرى متهالكة وغير مجهزة بشكل سي تحت وطأة ركابها الكثيرين – سوريين وإثيوبيين ومصريين ولبنانيين وفلسطينيين- كلهم ​​يائسون واختاروا الهروب من حياة لا يمكن تحملها في أوطانهم , لكن بأعجوبة ، نجا أمير – البالغ من العمر 9 سنوات – بعد أن أنقذته فتاة مراهقة موطنها الأصلي هو الجزيرة ، ولكنها مع ذلك تعاني من إحساسها الخاص بالتشرد بين الناس الذين أصبحت تحتقرهم

وعلى الرغم من أن أمير وفانا غريبان تمامًا ولا يتحدثان لغة مشتركة ، فإن فانا تصمم على القيام بكل ما يلزم لإنقاذ الصبي , في الفصول المتناوبة للرواية ، نتعرف على حياة أمير، وكيف كان على متن القارب ، ونتابعه مع الفتاة وهما يشقان طريقهما نحو الأمان , وقد لفتت ظاهرة اللجوء في الرواية العربية اهتمام العديد من النقاد والباحثين ، نظرا إلى غزارة النتاج الروائي الذي تناولها في السنوات الأخيرة إثر استفحالها بسبب ويلات الحروب والكوارث وحالات القمع والاضطهاد في بعض الدول العربية.

ولد عمر العقاد عام 1982 فى القاهرة ، ونشأ فى الدوحة ، وفى سن السادسة عشرة ، انتقل إلى كندا حيث أكمل المدرسة الثانوية فى مونتريال والدراسة الجامعية فى جامعة كوينز في كينغستون في أونتاريو وحصل منها على شهادة فى علوم الكمبيوتر، عمل مراسلاً ضمن فريق صحيفة العالم والبريد لمدة عشر سنوات ، حيث غطّى الحرب في أفغانستان والمحاكمات العسكرية في معتقل غوانتانامو، ارتبط عمله مؤخراً بغرب الولايات المتحدة، حيث غطى حياة السود.

وحقق المؤلف المقيم في بورتلاند بولاية أوريغون , شهرة واسعة بعد نشر أولى رواياته التي حملت عنوان “الحرب الأمريكية” عام 2017 , المليئة بالإثارة والرعب ، يروي العقاد قصة تجري أحداثها في المستقبل القريب في أميركا التي يدمرها تغيّر المناخ وتندلع فيها حرب أهلية ثانية على خلفية استخدام الوقود الأحفوري , وحصلت على مراجعات إيجابية من النقاد , وفازت الرواية بجائزة جمعية بائعي الكتب في شمال غرب المحيط الهادي ، وجائزة أوريغون للكتاب الروائي، وجائزة كوبو للكاتب الناشئ

شاركها ...

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الأكثر مشاهدة

Scroll to Top