عن دار “كتبنا” للنشر , أصدرت الكاتبة الفلسطينية الكندية هناء الرملي روايتها الجديدة “ميس طفلتي الافتراضية” , التي تبدأ أحداثها في خريف 2012 في مدينة عمان وتنتهي بمدينة مونتريال الكندية في 2018 , وتتطرق الرواية لظاهرة الاستغلال الجنسي للفتيات القاصرات عبر الإنترنت ، الظاهرة الأكثر انتشارًا في كل دول العالم عامةً والعالم العربي خاصةً ، والتي شاعت وتفاقمت خلال جائحة كورونا ، وتقدمها الروائية لشخصيات واقعية.
وتدق الكاتبة أجراس الخطر في مجتمعنا العربي من خلال تسليط الضوء على هذه الظاهرة , وهناء الرملي كاتبة وباحثة متخصصة في شؤون الإنترنت الاجتماعية والثقافية. استشارية ومحاضِرة ومدربة. مهندسة استشارية دولية في شؤون الإنترنت للإعلام العربي والإعلام العالمي الناطق باللغة العربية. كتابها الأول “أبطال الإنترنت” حول التنمر الإلكتروني والتحرش الجنسي عبر الإنترنت.
وتخوض بطلة الرواية طفلة افتراضية اسمها ميس (15عامًا) سلسلة من المغامرات الفريدة التي تسفر عن نتائج وحقائق ووقائع مفزعة. تدور في متاهات الإنترنت ودهاليزها المعتمة , لا لتنيرها فحسب بل كي تفجر الألغام المزروعة في أرضها ، مثل روبوتٍ صُنع خصيصًا للكشف عن الألغام ، كي لا يقع الأبرياء ضحايا هذه الألغام.
والرواية تفكك أسرار ظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرات وملابساتها ، بداية من الهوس الجنسي بالأطفال ، وتجارة المواد الإباحية ، وتجارة الدعارة ، الدعارة أونلاين والدعارة السياحية ، وتجارة الأعضاء والرق والعبودية ، السادية والمثلية وجنس المحارم، قتل السمعة ، وعروض العمل المغرية والوهمية ، وغسيل الأدمغة ومن خلفها من تنظيمات وأفراد.
وكل فصل يبدأ وينتهي بعبارة هي ملخص الحالة النفسية للكاتبة في كل مرحلة , وتمزج الرملي في روايتها الواقع بالفنتازيا والخيال، بأنسنة الأفكار والأحلام، وجعلتها شخوصًا تولد وتنمو وتنفعل وتتفاعل وتحارب وتدعم وتحفز وتنام.. اتبعت أسلوب جديد في كتابة الرواية، رواية تدور أحداثها بين العالم الافتراضي والواقعي. وتخوض في عقول ونفوس النفس البشرية التي تتحول إلى وحشية في أطماعها في نهش أجساد القاصرات وانتهاك حقوقهن في حياة خالية من الاستغلال والظلم والعبودية.
تقول الرملي حول روايتها : “أن تخترق جدران التابو هو نوعٌ من الجرأة والتمرد، وثورة على البلادة والتغاضي واللامبالاة وزيف التعقل وافتعال الأخلاق الحميدة والقيم المتوارثة، الراضخون المتغاضون الساكنون بحساباتهم الخاصة، من يدورون في دوائرهم المغلقة المحدودة، من يضحكون بمقياسٍ محدد، ويبكون بمقياسٍ محدد، ويغضبون بمقياسٍ محدد، ويحبون بمعيارٍ محدد، ويتزوجون كذلك بشروطٍ محددة، يرفضون من يتجرأ على تحطيم تابوهاتهم رفضًا لا مقياس له ولا حد.”