نشطاء البيئة يضغطون على بنك RBC بشأن تمويل الوقود الأحفوري

يواصل دعاة حماية البيئة الضغط على “رويال بنك أوف كندا” عبر قرارات المساهمين وتنظيم مظاهرات وشن حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، بما في ذلك حضهم لممثلين مثل ليوناردو دي كابريو ومارك روفالو لحضور “مهرجان تورونتو السينمائي الدولي” لنبذ البنك من قائمة رعاة المهرجان , كما خصصوا خطاً لتقديم الاستشارات لموظفي مصرف الكندي للإبلاغ عن “النشاطات المشبوهة أو غير المشروعة وسوء السلوك ومزاعم الانتهاكات القانونية وقضايا الغسل الأخضر”.

ووفقاً لمركز “إنفلونس ماب” للأبحاث في لندن , فقد خصص المصرف الكندي قرابة 15% من قروض الشركات واكتتابات السندات والأسهم لشركات الوقود الأحفوري خلال الفترة بين عامي 2020 و2022 ,وتقترب ضمانات “رويال بنك أوف كندا” لصفقات الطاقة من تريليوني دولار كندي من الأصول , ومقارنة بالنبوك الأوربية والأمريكية فقد بلغت نسبة أستثمارات أكبر خمسة بنوك أوروبية في مشاريع الوقود الأحفوري 9% خلال تلك الفترة ، فيما بلغت نسبة استثمارات أكبر خمسة بنوك أمريكية 6%

ويمثل الوقود الأحفوري حصة مماثلة أو حتى أكبر من أعمال البنوك الكندية الكبرى الأخرى ، إذ تحل البلاد في المركز الرابع بين منتجي النفط عالمياً ويأتي نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي من هذا القطاع ؛ إلا أن حجم “رويال بنك أوف كندا” يجعله هدفاً رئيسياً للناشطين المادفعين عن البيئة , ودأب المصرف الكندي على رفض دعوات النشطاء لإنهاء أو تقليص الاستثمارات في الوقود الأحفوري رسمياً، ولن تكون استجابته لتلك النداءات واقعيةً حالياً، نظراً لدور النفط في الاقتصاد الكندي

وكان “رويال بنك أوف كندا” قد اقترب أكثر من اتخاذ هذه الخطوة في الخريف، إذ قال في وثيقة عن سياسته إنه قد “ينسحب من تمويل أي مشروع إن لم يبد العميل ، بعد تعهدات متكررة ، تخطيطاً كافياً للتحول نحو الطاقة النظيفة” , كما بدأ المصرف بإعلان التزامات أكثر تحديداً بالاستثمارات الخضراء ، حيث تعهد في تقرير في مارس بمضاعفة تمويل مشروعات الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثالها بواقع 15 مليار دولار كندي سنوياً بحلول 2030. كما كشف التقرير لأول مرة عن صافي الانبعاثات الكربونية الصادرة عن شركات النفط والغاز التي يمولها المصرف الكندي.

وتصدر تصنيف “رويال بنك أوف كندا” في تقرير”شبكة عمل الغابات المطيرة” العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم ، ما سبب قلقاً كبيراً للبنك ، وفقاً لمصادر صحفية مقربة من شؤون المصرف الداخلية , وشكل التشكيك في الأرقام المطروحة إحدى جبهات الدفاع في رد “رويال بنك أوف كندا” , ولم يعر المصرف بالاً لتصنيفات “شبكة عمل الغابات المطيرة”، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم موافقته على منهجية التصنيف.

ومع ذلك، قال المصرف الكندي عندما صدر تقرير العام الماضي، إن سجلاته أظهرت أن الأرقام المذكورة غير دقيقة , وسعى المسؤولون التنفيذيون ، خلال الأسابيع التي تلت ذلك ، لإيجاد طرق لتحسين سمعتهم في ما يتعلق بسياسة المصرف لمجابهة تغير المناخ ، وكان الموضوع يُطرح تكراراً , ووافقت المنظمة غير الربحية لاحقاً على تحديث بيانات الصفقات التي تشمل شركات “كالباين” و”كريسينت إنرجي” ومجموعة “فيتول”

وأعلن “رويال بنك أوف كندا” عن خفض إجمالي قروضه لمشروعات النفط والغاز بمقدار 3.3 مليار دولار ليصبح إجمالي تمويلاته لتلك المشروعات 38 مليار دولار , بحسب بيانات رسمية , وأدى ذلك إلى تراجع البنك إلى المركز الثاني في تصنيف المنظمة البيئية لعام 2022، ما أعاد بنك “جيه بي مورغان” إلى المركز الأول بإجمالي 1.1 مليار دولار من القروض الموجهة للصناعات الملوثة للبيئة.

وقالت أبريل ميرلو، مديرة الأبحاث في “شبكة عمل الغابات المطيرة” إن التعديل “لا يغير حقيقة أن “رويال بنك أوف كندا” ممول مهم لمشروعات النفط والغاز”، مضيفةً أن المصرف “ليس لديه سياسات قائمة لإبطاء تمويل شركات الوقود الأحفوري بشكل كبير” , ومن المقرر أن يصدر تقرير “شبكة عمل الغابات المطيرة” التالي في غضون الأسابيع المقبلة، وتوفر بيانات وكالة “بلومبرغ” حول قروض وسندات الوقود الأحفوري بعض المؤشرات المبكرة لنتائج التقرير.

ولم يتغير إجمالي التمويل كثيراً في كلتا الفئتين خلال 2023 مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ 558 مليار دولار، لكن نصيب “رويال بنك أوف كندا” منها انخفض بواقع 30% إلى 18.7 مليار دولار، ما يهبط به إلى المرتبة الثامنة في التقرير المرتقب , ومع ذلك، شارك المصرف الكندي أو اضطلع بقيادة تمويلات ضخمة لصالح شركات النفط والغاز وخطوط الأنابيب في أميركا الشمالية خلال العام الماضي، بما في ذلك تمويلات لشركتي “ترانس ماونتن” و”إنبريدج” لكنه غاب عن أكبر عملية إعادة تمويل يشهدها القطاع في 2023 لمجموعة “فيتول” بقيمة 11.4 مليار دولار.

ورفض “رويال بنك أوف كندا” التعليق على عميل بعينه ، لكنه أكد بإن محفظة قروضه تشهد معدلات دوران كبيرة كل عام , ورغم إن التغييرات لا تأتي أبداً استجابةً لضغوط الناشطين ، فقد أنشأت منظمة “الدفاع البيئي” العام الماضي موقعاً إلكترونياً يسلط الضوء على من أسماهم “أشرار المناخ” في كندا , بينما يحقق مكتب حماية المنافسة الكندي في مزاعم الغسل الأخضر المتعلقة بممارسات “رويال بنك أوف كندا” التسويقية بعد شكوى من زعماء السكان الأصليين ونشطاء المناخ.

شاركها ...

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الأكثر مشاهدة

Scroll to Top