وافقت محكمة كندا العليا على مراجعة الحكم الصادر بحق ألكساندر بيسونيت ، منفّذ الهجوم على مسجد كيبيك الكبير التابع للمركز الثقافي الإسلامي , وتعود القضيّة إلى العام 2017 ، يوم أقدم ألكساندر بيسونيت في 29 يناير، على إطلاق النار على المصلّين في مسجد كيبيك الكبير ، فأوقع 6 قتلى و19 جريحا , وتنظر المحكمة العليا ، وهي أعلى سلطة قضائيّة في البلاد ، في الحكم الذي أصدرته محكمة الاستئناف في كيبيك ، وقضى بخفض عقوبة السجن بحقّ بيسونيت من 40 إلى 25 عاما ، قبل أن يتمكّن من طلب الإفراج المشروط.
وقضت محكمة الاستئناف في حكمها بعدم دستوريّة بعض أحكام قانون العقوبات ، التي يمكن بموجبها مراكمة العقوبات , ونصّ الحكم على أنّ عقوبة سجن تزيد على 25 عاما قبل إمكانيّة طلب الإفراج المشروط غير دستوريّة ولا تحترم شرعة الحقوق والحريّات الكنديّة , وقد طلب كلّ من المدّعي العام ومدير الملاحقات الجنائيّة في كيبيك في يناير الماضي ، استئناف الحكم الصادر بحق بيسونيت أمام المحكمة العليا , وهذه هي المرّة الأولى التي تنظر محكمة كندا العليا في مراكمة العقوبات في حال ارتكاب جرائم متعددة
ويقول محامي الجنايات آلان دوما إنّ قرار المحكمة العليا غير مفاجئ , بالطبع ، كلّما كانت الجريمة خطيرة ، كانت العقوبة أقسى . ولكن ، هل نلغي ، في حال كانت الجريمة خطيرة ، إمكانيّة الاعتقاد بإعادة التأهيل تساءل المحامي دوما , وأضاف أنّ هذا هو السؤال الأهمّ الذي سوف تجيب عنه محكمة كندا العليا
وأعرب بوفلجة بن عبدالله ، أحد مؤسّسي المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك ، عن سروره للقرار , ورأى أنّه سيكون بإمكان المدّعي العام ومدير الملاحقات الجنائيّة تقديم الحجج وفسح المجال أمام الجدل , وتابع مؤكدا أنه من المهم أن تكون لدينا عدالة واحدة في كلّ أنحاء البلاد
ويشار إلى أن مراكمة العقوبات أصبحت ممكنة في كندا منذ تعديل القانون الجنائي في عام 2011 ، في عهد حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر , ويلحظ القانون مراكمة الأحكام في عقوبة السجن التي تصل إلى 25 عاما , وكان من الممكن مراكمة العقوبة في قضيّة ألكساندر بيسويت إلى 150 عاما قبل أن يتمكّن من طلب إفراج مشروط , واعتبر قضاة محكمة الاستئناف الكيبيكيّة الذين خفّضوا عقوبة بيسونيت أنّ الحكم الذي صدر بحقّه عبثيّ ومهين وبغيض.