طلبت شركة “إن بي باور” التابعة للحكومة الكندية تجديد رخصة تشغيل محطة الطاقة النووية في “بوينت ليبرو” لمدة 25 عامًا ، وهي مدة غير مسبوقة في تاريخ الطاقة الننوية الكندية , وكانت المحطة الوحيدة في كندا الأطلسية قد حصلت قبل ذلك على ترخيصين بالتجديد مدة كل منهما 5 سنوات , وتنتهي صلاحية ترخيص المحطة في يونيو ، بينما تستعد لجنة السلامة النووية لبدء جلسات استماع في العاصمة أوتاوا ، لمناقشة طلب رخصة التجديد ، الأسبوع الجاري على أن تكون الجولة الثانية للجلسات في مايو المقبل
وتسعى شركة “نيو برونزويك كراون” التي تشغل مفاعل “كاندو 6” القديم , للحصول على الترخيص لتشغيل محطة “بوينت لبروو” لتوليد الطاقة النووية ، الواقعة على بعد حوالي 40 كم جنوب غرب مدينة سانت جون , وقال جيسون نوينز مدير الشؤون التنظيمية والخارجية في “إن بي باور” للصحفيين في إيجاز “نحن نطلب ترخيصًا مدته 25 عامًا ، والذي سيكون الأول في كندا ، ودافع نوينز، عن طلب التمديد غير المسبوق والأول من نوعه في كندا ، مستندًا إلى التطويرات التي تتبعها الشركة ، والأداء القوي للأمان والموثوقية في محطات الطاقة النووية في كندا كافة.
وفي المقابل ، وصفت أحد أعضاء ائتلاف تنمية الطاقة ، والتي تملك حقّ التدخل في جلسات استماع لجنة السلامة ، غيل ويلي ، طلب التمديد لمدة 25 عامًا بأنه “سخيف” , وفسّرت ويلي موقفها الرافض لتجديد رخصة محطة الطاقة النووية في كندا “بوينت ليبرو” بأنه قد يهدد عملية انتقال الطاقة ، وفق صحيفة “كوست ريبورتر” , وأضافت أن تمديد تشغيل محطة الطاقة النووية التي تبلغ قدرتها 660 ميغاواط ، قد يسبب تباطؤ الانتقال نحو صور أكثر نظافة وأقلّ تكلفة للطاقة المتجددة.
وأشارت ويلي إلى أن هناك اهتمامًا واسعًا بالطاقة المتجددة ؛ كونها بديلًا أكثر نظافة ، خاصة مع تاريخ الطاقة النووية في كندا واحتمالات المخاطرة في ظل وجود نفايات مُشعّة ، وفق قولها , وأوضحت أن طلب “إن بي باور” لتمديد ترخيص عمل محطة “بوينت ليبرو” لمدة 25 عامًا ، من عام 2022 الجاري وحتى عام 2047 ، يتخطى الأهداف العمرية التي سبق أن أُعلِنت خلال التجديد الأخير لرخصة المحطة.
وطرحت ويلي تساؤلات حول مدى تأثر المفاعل الرئيس في محطة ليبرو بخطط تطوير المفاعلات النووية الصغيرة ، إذ تعمل شركتا “مولتكس إنرجي” و”إيه آر سي” لموارد الطاقة على تطوير تقنيات المفاعل المتنقل , وافتُتحت محطة بوينت ليبرو عام 1983، واستمر عملها حتى عام 2008 ، وتعرّضت للإغلاق بعد طرح مماثل لمَدّ رخصة تشغيلها مدة 25 عامًا ، إلا أنه أُعيد توصيلها بالشبكة مرة أخرى بعد الإغلاق في أكتوبر عام 2012.
وتشهد الطاقة النووية في كندا نموًا واسعًا ، إذ أشادت دراسة لشركة الاستشارات الهندسية “كينيتيكتريكس” الكندية بالإجراءات المُتّبعة في محطة الطاقة النووية “بروس باور” طوال 10 سنوات فائتة ، والتي تؤهلها للتعامل مع أيّة حالات طوارئ محتملة بصورة آمنة , وأكدت شركة “بروس باور” للكهرباء والتي أُطْلِق اسمها على محطة الطاقة النووية , أنها وفرت في إبريل العام الماضي ، إمدادات الكهرباء لمقاطعة أونتاريو التي تحتاجها حتى يمكنها إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم ، وهي نسبة تصل إلى 70%.
وكان ناشط الهواء النظيف في سانت جون ، جوردون دالزيل ، من أشد المعارضين للطاقة النووية منذ فترة طويلة ، لكن موقفه تغير , وقال دالزيل إنه يعتقد أن هناك دورًا يمكن أن تلعبه الطاقة النووية في المساعدة على تلبية الطلب على الطاقة حيث تحاول المقاطعة الانتقال إلى المزيد من المصادر المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية , ومع ذلك ، فهو يعتقد أن تجديد الترخيص لمدة 25 عامًا طويل جدًا , وقال في مقابلة أجريت معه مؤخرا : “هذا في مصلحة الجمهور ربما لمدة 10 سنوات”. “عندها سنتعلم الكثير عن المفاعلات المعيارية الصغيرة وتطورها وعلاقتها مع بوينت ليبرو”
ودافع جيسون نوينز , عن طلب 25 عامًا ، مشيرة إلى أن العديد من البلدان الأخرى لديها شروط ترخيص أطول , وقال إن الولايات المتحدة تمنح تراخيص لمدة 40 عامًا لمفاعلات نووية جديدة , وقال دالزيل إن لجنة السلامة لديها موظفين دائمين في الموقع في بوينت ليبرو , يمكنهم إغلاقها إذا شعروا أن أي شيء غير آمن , ومثل ويلي ، قال دالزيل , إنه يخطط أيضًا لطرح أسئلة حول تغير المناخ وحول كيفية تأثر موقع بوينت ليبرو , على شاطئ خليج فوندي , بارتفاع مستوى سطح البحر والظواهر الجوية الشديدة