ارتفع عدد الطلاب النيجيريين الذين حصلوا على تأشيرة دخول إلى كندا للدراسة في جامعاتها ومعاهدها , إلى 28 الف طالب منذ بداية العام الدراسي 2023 وكان العدد السابق 12 الفاً في العام السابق , كما ارتفع عدد الطلاب القادمين من الفلبينين إلى 24 الف طالب هذا العام وكان العدد السابق 18 الفاً للعام الماضي , وبالمقارنة مع عدد الطلاب القادمين من السودان فقد سجل 145 طالباً فقط هذا العام وهو عدد منخفض , أما الطلبة القادمين من مصر فقد تم تسجيل 1400 طالب هذا العام , ومن العراق 230 طالب فقط
هذا الفرق الشاسع في الأرقام ، يعود لسبب واحد لا غير، وهو تقديم اللجوء من قبل الطلاب العرب , لذلك اتمنى من السفارات العربية والمسؤولين في وزارات التعليم والإعلام في الدول المختلفة القيام بجهود لتوعية الطلاب والتنبيه عليهم بعدم تقديم طلبات اللجوء دون حاجة لذلك , وهنا أتحدث عن تجارب رأيتها على أرض الواقع ، فالكثير من الطلبة العرب يقدمون على لجوء رغبة منهم بتحسين اوضاعهم المادية. وليس لأسباب انسانية . مثلاً يسعى الطالب العربي للحصول على رسوم دراسية أقل ، وأيضاً يطلب دعماً حكومياً ، ويطمح لنيل الجنسية الكندية بوقت أسرع
بالمقابل فإن الطالب الفلبيني والنيجيري لا يقوم بطلب اللجزء وكان بأمكانه أن يقول انا مُطارد ، أو مُعارض أو أني مطلوب في قضية ثأر أو يخترع أي قصة ، ولكن لأنهم لا يفعلوا ذلك فهم يقيمون في البلد بشكل نظامي ، ويعملون ويدرسون في نفس الوقت ، مثلهم مثل بيقية الطلاب القادمين من أوربا وأمريكا ، ويتحملون بذلك مسؤولية أنفسهم بشكل حضاري وواقعي ، وهذا ما أدى إلى رفع أسهم بلادهم وبناء عليه يتم السماح لأعداد كبيرة منهم بالدخول.
وضعت الفلبين ونيجيريا للمقارنة لأنها ظروفها قريبة من ظروف البلدان العربية ولم أضع دولاً غنية او غربية لكي تكون المقارنة واقعية ومنصفة , وقد تحدثنا سابقاً وكثيرا ووجهنا ونصحنا الأخوة الطلبة ولكن للأسف التفكير الفردي والأناني منتشر بشكل كبير , ومن يحتاج اللجوء بشكل حقيقي أصبح طلبه موضع شك ومهدد بالرفض , والسبب هو كثرة من يقدمون طلبات اللجوء وهم ليسوا بحاجة لذلك.
ومن هذا المنطلق أوجه رسالتي إلى المسؤولين والسفارات والناشطين والإعلام في الدول العربية , وأطالبهم بأن ينبهون ويضعون القوانين التي تمنع الاساءة للبلد بسبب ما يقوم به البعض , وأقول للأخوة الطلاب , إن كنت تعيش بأمان ولا خطر حقيقي على حياتك ، ووصلت إلى كندا بشكل آمن ونظامي ، استمر كذلك، ويجب أن تعرف أن اختيارك للطريق السهل فيه ضرر لغيرك ، بما في ذلك أفراد اسرتك انفسهم اذا رغبت بإحضارهم لاحقا , يحزنني جداً أن أرى طلبة يريدون إكمال دراستهم ولديهم خطط وطموحات أو طالب تريد المؤسسات التعليمية في بلاده أن ترسله للدراسة في كندا أو شخص أو جهة تسعى ليدعمه ليواصل دراسته ، ويصاب بصدمة الرفض عدة مرات حتى يفقد الأمل.