يشارك 63 فناناً من 27 دولة في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية , الذي تم افتتاحه في 15 ديسمبر الماضي تستمر فعالياتها حتى 23 يناير , والمشاركون الاجانب يطورون نظرتهم الى التراث , ويساهم فنانون من كندا وإسبانيا وفرنسا والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وتركيا والدنمارك وكندا وهونغ كونغ وألمانيا وصربيا وليتوانيا , يُعد مهرجان الشارقة الدولي للفنون الإسلامية واحداً من أبرز المهرجانات الدولية المتخصصة، التي تلقي الضوء على ما تنطوي عليه الفنون الإسلامية من قدرة على مواكبة العصر، ما يعكس حيوية هذه الفنون وعمقها التعبيري كلغة فنية عالمية.
ويحتضن المهرجان تجارب فنية دولية ضمن معارض فردية وجماعية ، ويقام في مختلف مناطق الشارقة ، ومنها متحف الشارقة للفنون وبيت الحكمة وساحة الخط، الشرقية والوسطى، وغيرها من الأماكن الأخرى , ويشارك الفنان الكندي من أصل إيراني ساسان ناسرنيا بتجربته الفريدة مع الخط العربي ، التي تستند إلى رحلة بحث مستمر ومتواصل لإيجاد طرق مختلفة لإنشاء أشكال الحروف عبر تفكيك قواعد الخط التقليدية
ونسرنيا ولد في طهران عام 1974 ، وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة آزاد للفنون بطهران , وبدأ حياته المهنية كخطاط وفنان طباعة , اكتشف طرقًا مختلفة في الخط الفارسي الكلاسيكي وكذلك الخط العربي الحديث ، ومنذ ذلك الحين قام بتوسيع ممارسته لتشمل الرسم والطباعة والعمل الرقمي والتركيب , ويعيش نسرينا ويعمل حاليًا في فانكوفر , وعرض أعماله في رض ومعامجموعات متعددة بالإضافة إلى عروض فردية في دبي وطهران.
ويستكشف نسرينا عددًا لا يحصى من الموضوعات في أعماله , ويهتم بشكل عام باللعب مع التوتر بين عناصر النظام المتعارضة والفوضى , ويستعير أحيانًا من الرسم والأيقونات الفارسية التقليدية ، ويغمرها في التجريد والغموض في أعماله ذات الدوافع السياسية ، كما وضع الخط جنبًا إلى جنب مع الشخصيات العامة المعروفة والرموز الحديثة للعنف والصراع لاستكشاف مسألة عدم اليقين السياسي اليوم والإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وعلى مدى 24 عاماً , استضاف مهرجان الشارقة أكثر من 50 دولة من مختلف أنحاء العالم ، لينفتح إلى فضاءات واسعة من التنوّع ، ما مكّنه من استعادة جوانب منسيّة في هذا الفنّ الأصيل الذي يعود إلى مئات السنين ، كالمعمار والمزخرف والمجوهر، والمشغولات اليدوية المتمثّلة في الخزفيات والمنسوجات وغيرها من التجهيزات , ويطرح المهرجان هذا العام شعار “تدرجات” كمفهوم تقييمي يمكن الاسترشاد به لصياغة الأعمال المشاركة , ويقدّم الفنانون المشاركون هذا العام 284 عملاً فنيّا من حروفيّات ، وجداريّات، ولوحات في الخطِّ الأصيلِ والزخرفةِ
كما يشتمل المهرجان على 151 فعاليةً من معارضَ وورش فنية ومحاضراتٍ ، تستضيفُها دائرةُ الثقافةِ بالتعاونِ مع 26 جهةً في الشارقةِ ، ومنها اتحاد المصورين العرب وجمعية التصوير الضوئي وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية , وتشملُ الفعالياتُ أيضا 49 معرِضاً يحتضنُها كل من متحفُ الشارقةِ للفنونِ ، وبيت الحكمة في الشارقة ، ومتحف الشارقة للخط ، ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وواجهة المجاز المائية ، وجمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية
ويقول الناقد وأستاذ علم الجمال المغربي موليم العروسي إن العادة جرت في محيطنا الإسلامي على التعامل مع الفنون الإسلامية كتراث متحفي ، ما يبقيها جامدة غير قابلة للتناول ، وإذا ما تم التعامل معها أو أعيد إنتاجها فإنما يحدث الامر بطريقة ميكانيكية تهدف فقط لمحاكاتها بأدوات أو مواد حديثة ، وهذا غالباً ما كان يقلل من بريقها الذي يكمن فيه السر الذي عشنا كل العمر نبحث عنه ونبحث فيه , يرى العروسي أن “الفنانين والمعماريين العالميين الذين استلهموا الفن الإسلامي في أعمالهم، دفعونا إلى اكتشاف ما يكمن في هذا الفن من ثراء بالغ قلما انتبهنا إليه”