نجحت عملية نقل أول رئة متبرع بها عبر طائرة مُسيرة (درون) بالعالم في كندا ، بين مستشفيين في مدينة تورونتو ، خلال رحلة استغرقت 6 دقائق فقط , وبعد نجاح عملية النقل ، أصبح آلاين هوداك ، أول شخص في التاريخ يحصل على عملية زراعة رئة منقولة بواسطة “درون” ، وفقاً لما نشره موقع “سي بي سي” الإخباري الكندي , واستغرقت مرحلة الإعداد والتجهيز لإجراء عملية النقل نحو 18 شهراً من التخطيط
عمل خلالها المهندسون بشركة “أونيذر بيولكترونكيو” على تصميم وإنتاج صندوق متوازن مُعدّ خصيصاً لامتصاص عمليات الاهتزاز الناتجة عن دوران طائرات “درون” ، وكذلك القدرة على مقاومة الضغط الجوي ، وعمليات الانحدار خلال مرحلتي التحليق والهبوط , كما تم إجراء العديد من الاختبارات على الصندوق ، والذي كان يحمل رئة المتبرع ، من حيث القدرة على مقاومة الصدمات في حالة السقوط ، وكذلك اختبار تشغيل نظام الطوارئ والمزود بمظلة ونظام تحديد المواقع الجغرافي “جي بي سي”
وقال آلان هوداك ، 63 عامًا ، الذي تم تشخيص إصابته بالتليف الرئوي في عام 2019 : “لقد كان سباقًا مع الزمن ” , وآخر شيء يتذكره آلان هوداك قبل جراحة زرع الرئة المزدوجة كان ينتظر بحماس في غرفة العمليات مكالمة من طبيب على سطح المستشفى ، يقول إن طائرته المسيرة قد وصلت , وقال هوداك ، قبل الجراحة ، كانت محاولة التنفس “لا تطاق” , كنت أتناول الأكسجين بكميات صناعية تبلغ 25 لترًا في الدقيقة من الأكسجين
وتدهورت حالة هوداك في أوائل عام 2021 وقال له الأطباء إن خياره الوحيد هو زراعة الرئة , وحملت الطائرة بدون طيار زوجًا من الرئتين على بعد 1.5 كيلومتر عبر وسط مدينة تورونتو وهي أول عملية تسليم في العالم , ووافق هوداك على أن يكون جزءًا منها في سبتمبر , وكان مهندسًا عن طريق التجارة ومحبًا للطائرات بدون طيار ، وأكد حرصه على أن يكون أول مريض زرع يتلقى رئة يتم تسليمها بواسطة طائرة بدون طيار
وقال الدكتور شاف كيشافجي ، مدير برنامج زراعة الرئة في مستشفى تورنتو العام أنه اختبر تسليم الأعضاء بطائرة بدون طيار , وأكد بإنه كان يدرس حفظ الأعضاء من أجل النقل “طوال حياتي” , وقال كيشافجي : “لقد استخدمنا الطائرات والمروحيات والسيارات والشاحنات الصغيرة ، وفي كثير من الأحيان هناك تحدٍ في الخدمات اللوجستية , ولكن يبدو أنه ليس من الصواب استخدام رحلة كاملة لنقل شيء يزن كيلوغرامين فقط”.
.
بينما يجب عادةً نقل الأعضاء عن طريق الجو إلى مطار محلي ، ثم نقلها عن طريق البر إلى المستشفى ، فإن طريقة التوصيل هذه تلغي الحاجة إلى المطارات تمامًا. ومع ذلك ، فإن الطائرات بدون طيار مؤتمتة ، مما يعني أنه كان هناك عدد أقل من النقل أو المشكلات اللوجستية ولا حاجة للطيارين الذين يحتاجون أيضًا إلى التغيير إذا كان هناك “مهلة” في عملية التسليم.
.
وأشارت مارتيني روثبلات ، المديرة التنفيذية لشركة “يونايتد ثيرابيوتيكس” وهي الشركة الأم لشركة تصميم وإنتاج صندوق النقل ، إلى أن اختيار مستشفى تورونتو العام ، جاء بناء على أنه أول مستشفى في العالم يجري عملية زراعة رئة في عام 1983، وكذلك أول عملية لزراعة رئتين في عام 1986 , وتخطط الشركة لتطوير طائراتها المُسيرة خلال الفترة المقبلة ، بحيث تصبح لديها طائرات قادرة على التحليق لمسافة 160 كيلومتراً، و320 كيلومتر أيضاً
.
وسيرفع ذلك من مستوى الخدمات المقدمة لنقل الأعضاء بين المستشفيات والهيئات الصحية ، ما سينقذ عدداً أكبر من المرضى ، ويحافظ على سلامة حياتهم , وأوضح تقرير الموقع الكندي أن 80% من عمليات التبرع بالرئة تفشل ، بسبب قصور عملية تزويد رئات المتبرعين بالأكسجين الكافي ، إلى جانب عدد كبير من العوامل الأخرى ، لذلك فإن نجاح عملية نقل رئة متبرع عبر الهواء ، سيسرع من عملية نقل رئات المتبرعين ، فعنصر الوقت مهم جداً للحفاظ على كفاءة الرئة وفاعليتها ، لحين دخولها إلى جسم المريض.
