قدمت كل من كندا والمكسيك , شكوى رسمية ضد الولايات المتحدة تطالبان فيها بتشكيل لجنة لتسوية خلافاتهما التجارية معها ، إذ تعتبر الدولتان أنّ الضريبة التي تفرضها الولايات المتحدة تنتهك ’’اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك‘‘ بتركيزها على تفسير بالغ الصرامة لبند يتعلق بالسيارات وقطع غيارها , وتعتبر كندا أنّ طريقة تعاطي الولايات المتحدة الاتفاقية تجعل من الصعب على المركبات الكندية وقطع غيار السيارات الأساسية ، كالمحركات وناقلات الحركة وعجلات القيادة ، التأهّل للإعفاء من الرسوم الجمركية.
وتنصّ الاتفاقية الثلاثية على عدم وجود حواجز جمركية أو إجراءات حمائية في قطاع السيارات , وتعتبر السيارات هي المنتج الرئيسي المصنّع الذي يتم تداوله بين دول أميركا الشمالية الثلاث , ويدور الخلاف حول مسألة تقنية , فأحد بنود الاتفاقية ينص على أنه بحلول عام 2025 يجب أن يتم تصنيع 75% من كلّ مركبة ومن بعض المكونات الأساسية على أرض الولايات المتحدة من أجل التأهل للإعفاء من الرسوم الجمركية ، وإلّا تقوم الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية.
وتريد الولايات المتحدة أيضاً تقديم ائتمان ضريبي بقيمة 12.500 دولار للمستهلك الذين يشتري سيارة كهربائية. لكنّ جزءاً من هذا المبلغ لن يكون متاحاً إلّا إذا كان قد تمّ تجميع السيارة في الولايات المتحدة , وفي غضون خمس سنوات لن يقدَّم أيّ جزء من هذا المبلغ ما لم تكن السيارة مُنتَجة بالكامل في مصانع أميركية , وفي 23 أكتوبر الفائت أرسلت وزيرة التجارة الدولية والترويج للصادرات في الحكومة الكندية ، ماري نغ ، كتاباً إلى مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أبلغتهم فيه بعدم موافقة كندا على هذا الإجراء.
وفي ديسمبر هددت كندا الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات انتقامية إذا مضت هذه الأخيرة قُدماً في موضوع الائتمان الضريبي المذكور للسيارات الكهربائية , وكان رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو قد بحث هذه المسألة مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لواشنطن في نوفمبر ، والإعفاء الضريبي الممنوح فقط للسيارات المصنعة بالكامل في الولايات المتحدة يشكل إجراءً حمائياً في نظر كندا والمكسيك. ولهذا السبب أنضمّت كندا إلى المكسيك في مطالبتها بإنشاء لجنة لتسوية الخلافات المتصلة بالاتفاقية الثلاثية وهي نسخة محدثة من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية ’’نافتا‘‘
وخلال المفاوضات التي أفضت إليها في عام 2019، وافقت كندا والولايات المتحدة والمكسيك على إيجاد آلية لتسوية الخلافات , وفي بيان أصدرته أمس قالت نغ إنّ نظرة إدارة جو بايدن لقواعد الاتفاقية ’’تتعارض‘‘ مع الاتفاقية التجارية التي توصلت إليها الدول الثلاث عام 2019 عندما كان دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة , وكتبت الوزيرة الكندية ’’ستستفيد كلّ من كندا والمكسيك والولايات المتحدة من التحقق من أنّه يتمّ تنفيذ الاتفاقية على النحو المتفاوَض عليه ، وكندا متفائلة بأنّ لجنة تسوية الخلافات ستساهم في ضمان حلّ هذه المشكلة في الوقت المناسب‘‘
