أشار تقرير نشره موقع “راديو كندا الدولي” إلى وجود نحو 47 كنديا محتجزين في مخيمات لعوائل تنظيم “داعش” في شمال شرقي سوريا ، وقالت الحكومة الكندية إنها “على علم بأن بعض المواطنين الكنديين محتجزون حاليا في سوريا” , فيما تسلط قضية جاك ليتيس المعروف بلقب “الجهادي جاك” الضوء على الصعوبات التي تواجه عودتهم إلى البلاد ، ولا يزال جون ، والد جاك ليتيس ، المحتجز في مخيم تشرف عليه القوات الكردية في سوريا ، يطالب حكومة كندا بإعادة ابنه إلى البلاد ، حتى لو تعرض للمحاكمة بتهم تتعلق بالإرهاب والتطرف.
وكان جاك يعيش في بريطانيا التي يحمل جنسيتها ، قبل أن يلتحق بتنظيم “داعش” الإرهابي بسوريا في العام 2014، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره , وأسقطت بريطانيا الجنسية عنه عام 2019 ، ولا مكان آخر يعود إليه سوى كندا التي لا يزال يتمتع بجنسيتها , وقالت كندا إن قرار بريطانيا إسقاط الجنسية عن جاك ليتس , هو محاولة لتحويل المسؤولية عما سيحدث معه على كندا ، وأكدت مصادر الحكومة الكندية بأن جواز سفر ليتس البريطاني مُزِق.
وجاء في البيان الكندي “تشعر كندا بالإحباط لإقدام المملكة المتحدة على هذا الإجراء من جانب واحد للتنصل من مسؤولياتها” , وأفادت تقارير إعلامية بأن ليتس سافر من بريطانيا إلى سوريا ليقاتل في صفوف تنظيم “داعش” في عام 2014 وأنه احتجز في سجن كردي لعامين , وأضافت أنه “لا يوجد التزام قانوني لتسهيل عودتهم … كندا لن تعرض مسؤوليها في القنصليات لمخاطرة غير ضرورية في هذا الجزء الخطر من العالم”
وفي لقاء كانت قد أجرته بعض وسائل الإعلام البريطانية مع “جاك الجهادي” زعم أنه طيلة وجود مع تنظيم “داعش” إلى حين القبض عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب ، لم يقدم على أي أعمال قتل وتدمير , وقال ليتس في مقابلة تلفزيونية في فبراير إنه يريد العودة إلى بريطانيا لأنه يعتبرها وطنه , ويؤكد الأب جون أن ابنه بريء ، وبالتالي يجب على الحكومة الكندية أن تعيده إلى البلاد ، لإنقاذه من الظروف القاسية والصعبة التي يعيشها في مخيم الاحتجاز، وفقا لتعبيره
ويحث جون، الذي يزور أوتاوا هذا الأسبوع في محاولة للضغط على الحكومة الكندية، على إعادة جميع رعايا البلاد الذين التحقوا بالتنظيم الإرهابي، مؤكدا أن الأمر لا يقتصر على ابنه فقط , وقال جون ليتس في تصريحات لقناة إخبارية محلية “أعتقد أنه يجب علينا إعادتهم جميعا ، وفي حال كانوا مذنبين فبالإمكان عرضهم على القضاء لإدانتهم أو إطلاق سراحهم” , ووفقًا لتقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش في العام المنصرم ، فإن هناك ما لا يقل عن 47 كنديًا محتجزين في مخيمي الهول والروج في سوريا ، مشيرة إلى أن “الأوضاع في المخيم غير إنسانية وتهدد حياة قاطنيه”
من جهتها، أوضحت خبيرة في الأمن القومي والإرهاب إن عملية إعادة جاك ومحتجزين آخرين إلى كندا سوف تكون معقدة وخطيرة ، لكنها تعتقد أنها ضرورية في نهاية المطاف , وقالت ستيفاني كارفين ، الأستاذة المشاركة في مدرسة نورمان باترسون للشؤون الدولية في جامعة كارلتون في أوتاوا أنها تشك في أن تترك كندا مواطنيها في مخيم اعتقال في منطقة غير مستقرة من العالم , واعتبرت كارفين أن أي اعترافات قد أدلى به جاك وبقية الكنديين قد لا يؤخذ بها في محاكم البلاد تحت زعم أنه أجبروا عليها تحت التهديد والإكراه.
وهناك العديد من العوائق التي تحول دون إعادة “دواعش كندا” إلى البلاد ، كما ترى كارفين والتي أشارت إلى مسألتين قد تكونان عاملاً في تقاعس أوتاوا عن فعل ذلك ، وهما صعوبة جمع الأدلة القوية لإدانتهم بارتكاب جرائم وعمليات إرهابية ، وللمخاطر الأمنية التي تشكلها عودة مثل هؤلاء المتطرفين إلى البلاد , ولفتت إلى إن المعلومات التي جمعها مسؤولو المخابرات ، ورغم أنها قد تكون دقيقة ، لن تسهم في محاكمة جاك بشكل عادل سواء من حيث إدانته أو تبرئته , ورأت أنه من المفترض محاكمة أولئك الأشخاص لمجرد انضمامهم عن سابق إصرار إلى ذلك التنظيم المتطرف ، منبهة إلى أن الأمور لا تزال غامضة بهذا الشأن.