كشفت السلطات المغربية عن أكبر عملية نصب ، راح ضحيتها أكثر من 464 من الشباب الحالمين بالهجرة إلى كندا وفرنسا , وقال موقع “ناظور سيتي” إن العملية دارت بشكل رئيسي في مدينة سيدي سليمان ، وحسب تصريحات الضحايا ، فالرجل الذي يقف خلفها هو رجل أعمال مغربي يقيم في هولندا ، يدعى أحمد ويمتلك مقهى في المدينة , وقد بدأ بإقناع الشباب عن طريق سماسرة ، بقدرته على مساعدتهم على الهجرة إلى كندا وفرنسا وكندا , سنة 2019 ، لكن مساعديه تحججوا بأزمة كورونا لتأجيل اجراءات الهجرة والسفر
وللمفارقة فإن جائحة كورونا رفعت عدد الضحايا من الراغبين بالهجرة بسبب الظروف الإقتصادية والمعيشية التي خلفتها وانعكست على شباب المدينة الصغيرة , وفي شهر اغسطس الماضي ، شرع أحمد بالتواصل مع عدد من الشباب الحالم بالهجرة لإقناعهم أنه يستطيع أن يحول كل ذلك لواقع وبطريقة قانونية ، عبر عقود عمل في حقول زراعية ومصانع , والمطلوب جواز سفر ساري المفعول ، ووثائق طبية تثبت الخلو من الأمراض لمعدية ، ومبلغ من المال حسب الوجهة المختارة (كندا مقابل 50 ألف درهم وفرنسا مقابل 80 ألف درهم).
وبعد ذلك تفاجأ الشباب الحالم بالهجرة بأن كل شيء كان “وهما” , وتحول اليوم المحدد للسفر إلى صدمة بعد إنكشاف عملية الاحتيال عليهم , ويقول محمد ، وهو أحد الضحايا ، “وصلنا إلى المكان المحدد ، ووجدنا “الخوا” (الفراغ) .. البعض ظل يصرخ وآخر أغمي عليه وبعضنا كان يبكي ، لكن الغضب كان مشتركا بيننا .. غضب من شخص استغل أحلامنا ونصب علينا. وغضب من أنفسنا لأننا وثقنا به، وغضب من هذه البلاد السعيدة التي لم يبق فيها شيء لنتشبث به”.
وفي حديث لموقع “المدار 21” يضيف الشاب البالغ من العمر 27 سنة “حينها قررنا أننا لا بد أن نفهم تفاصيل ما يجري ، وعدنا لسيدي سليمان نجر خيبتنا ، وتوجهنا أمام مقهى أحمد ، لكنه كان قد اختفى ووجدنا أنفسنا أمام عائلته (زوجته وأحد أقاربه) ، الذين ظلوا يكررون علينا جملا فهمنا منها أنهم يؤكدون أنه هو كذلك تم النصب عليه ، ووعدونا بحل الأمور في القريب العاجل ، ومرت أيام وها نحن ننتظر”.
فيما أكد مصدر أمني مغربي ، أن عدد الضحايا يفوق 400 ، إلا أن السلطات لم تتوصل إلا بشكاوى معدودة ، مشددا على “أنها بدأت البحث في تفاصيل القضية ، وستظهر تفاصيل جديدة في الأيام القليلة القادمة” , وقام عدد من الضحايا بالتوصل بمقاطع صوتية عبر تطبيق “واتساب”، مع معارف الرجل وعائلته ، الذين وعدوهم باسترجاع جزء من أموالهم ، وبعضهم مازال يطمع في أن يكون كل ما يجري “كابوسا” ، ينتهي بعودة أحمد ، وتحديد موعد آخر للهجرة نحو كندا وأوروبا , ومن بين الضحايا الـ 464 أبناء لرجال الأمن ومحامون
ويؤكد أحدهم ويدعى مروان ، أن سمعة أحمد الذي اكتسبها عبر السنوات ، وطريقته في الرد على الأسئلة ، كانت كافية لتسليمه مبالغ مالية كبيرة ، تقدر بأكثر من ملياري سنتيم (عشرون مليون درهم مغربي) ويوضح مروان “سألته عن الضمانة قبل أن أسلمه 4 ملايين سنتيم حصلت عليها من والدتي التي باعت ذهبها” , فكان رده : إن “أملاكي بالمدينة أكبر ضمان” , ويؤكد الضحايا أن مكان ومصير الرجل ، ويوضح طارق ، أحد الضحايا : البعض يقول إنه في هولندا ، وزوجته تنفي ذلك وتقول إنه لم يهرب ومازال في أرض الوطن ، ولا نستطيع التفريق ، بين الحقيقة والكذب”