كشفت صحيفة “الأهرام” المصرية , أن موظفاً في إحدى الشركات الكندية العاملة في مصر، أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الثالث خلال يوم عمله بعد توبيخه من مديره وخصم أربعة أيام من راتبه لدخوله الحمام لفترات طويلة , وقالت إحدى الموظفات بالشركة ، وتدعى رشوان البغدادي ، في مقابلة مع صحيفة “الوطن” المصرية ، إن “الواقعة حدثت الثلاثاء الماضي ، ولم يذكر المسؤولون في الشركة أي شيء عن الواقعة ، ما جعلها تخرج لتتحدث عنها على وسائل الإعلام “قبل أن يضيع حق الموظف المنتحر”.
وأشارت في مداخلة هاتفية لها إلى أنها وصلت فور انتحار زميلها ويدعى نور الدين ، مضيفة أنه “أقدم على الانتحار بسبب معاملة مديره السيئة وتوبيخه المستمر له وخصم عدة أيام من راتبه وتهديده بالفصل، في وقت كان الضحية يمر فيه بضائقة مالية وينتظر المكافأة السنوية ليسدد ديونه” , ونشر شخص يدعى هيثم الصدفاوي ، تفاصيل واقعة انتحار نور، وقال “تم استدعاؤه الأسبوع الماضي من طرف مديره وإبلاغه بخصم 4 أيام من راتبه لكثرة دخوله الحمام ، وهذا لظروفه الصحية”.
وأشار البعض إلى أن الضحية كان موظفاً بخدمة العملاء في شركة “تيليفورمانس” الكندية , وكان يعاني من مرض السكري خلال الفترة الأخيرة , وقالت البغدادي إن سياسة العمل لا تسمح بدخول دورة المياه قبل موعد الاستراحة الذي يأتي بعد بدء العمل بأربعة ساعات , فيما قال الصدفاوي إنه “كان هناك تعمد على إجبار نور على الاستقالة من طرف مديره ، وللأسف نور كان مضطرا أن يتحمل هذه الفترة ، حتى يحصل على مكافأته السنوية في فبراير المقبل ، لكن مديره قرر فصله من العمل قبل انتهاء العام وبالتالي حرمانه من المكافأة”.
وحمل الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي ، الشركة مسؤولية انتحار موظفها والظروف التي أدت إلى ذلك , وذكرت صحف مصرية عدة أن جثة الضحية باتت بتصرف النيابة التي تحقق في الواقعة , وفي تطورٍ لاحق ، قرر عدد من أبناء الجالية المصرية المقيمين في كندا , جمع توقيعات لإرسال مذكرة للبرلمان الكندي ضد الشركة الأم ، والتي يقع مقرها بكندا ، للتحقيق في الواقعة وحفظ حقوق الموظف المنتحر , وكانت النيابة العامة المصرية ، أكدت في بيانٍ لها ، أن تحقيقاتها في واقعة وفاة موظف بإحدى الشركات بالقاهرة الجديدة حتى تاريخه ، لم تقطع بالأسباب التي دفعت المتوفى للانتحار.
وأشارت النيابة إلى أنها توصلت فقط إلى أنه ألقى بنفسه من علو بالشركة المذكورة ، وتؤكد أنه لا صحة لما أُثير مؤخرًا من حدوث حريق أتلف ما سجلته آلات مراقبة الشركة محل الواقعة ، وأن النيابة العامة قد حصلت على تلك التسجيلات قبل إثارة تلك الشائعة ، وأنها ماضية في تحقيقاتها لإثبات مدى وجود شبهة جنائية في واقعة الوفاة من عدمه ، وإذا ما انتهت لعدم وجودها – وهو الأرجح مما توصلت إليه التحقيقات حتى تاريخه – فلا مجالَ جنائيًّا للبحث في الأسباب التي دفعت المتوفى للانتحار، ولا يجوز للغير الخوض فيها بجدال دون جدوى أو مردود سوى إيذاء شعور ذوي المتوفى المكلومين بما أصابهم.
وأعلنت النيابة أنها باشرت التحقيق في الواقعة ، حيث تلقت النيابة العامة بلاغًا بقفز موظف من الطابق الثالث بشركة خاصّة بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة ، ووفاته خلال نقله للمستشفى , وانتقلت لمناظرة الجثمان ، وتبينت ما به من إصابات ، وطالعت مقاطعَ سجلتْها آلات المراقبة بالشركة أظهرت صعود المتوفى إلى الطابق الثالث وقفزه من علو، كما سألت النيابة العامة شهودًا على الواقعة وبعضًا من أهالي المتوفى فأكدوا ذات الرواية , وأمرت النيابة العامة بندب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح جثمان المتوفى بيانًا لما به من إصابات وكيفية حدوثها وصولًا لسبب الوفاة ، وكلفت الشرطة بالتحري حول الواقعة ومدى وجود شبهة جنائية بها من عدمه