بعد سنوات من المعاناة بما في ذلك سبعة أشهر عالقاً في مطار بماليزيا ، أصبح اللاجئ السوري حسن القنطار أخيرًا مواطنًا كنديًا , وقال إثر أداءه القسم الكندي “اليوم لم أعد بلا جنسية” , والقنطار ينحدر من مدينة السويداء ويبلغ من العمر الآن 41 عامًا ، استطاع أن يلفت انتباه العالم لأول مرة في عام 2018 عندما بدأ في توثيق معاناته في مطار كوالالمبور الدولي على وسائل التواصل الاجتماعي , وسبب معاناته أنه لا يملك وثائق هجرة ولم يتمكن من مغادرة البلاد.
ملاذ في كندا
وأصبح حسن مواطنًا كنديًا في حفل افتراضي حضره من غرفة نومه في مدينة برينستون الصغيرة في جنوب بريتش كولومبيا , وقال أنه سيتمكن أخيرًا من زيارة أسرته , وبفضل رعاية سكان ويسلر ومساعدة الرابطة الإسلامية في بريتش كولومبيا والمحامي ، تمكن من العثور على ملاذ في كندا , وقال القنطار الذي أدى يمين الجنسية الكندية يوم الأربعاء ، إن بحثه المطول عن اللجوء قد نجح أخيرًا ، وأشار إلى كل ما كان عليه فعله هو الوصول إلى هنا
المواطن الجديد
وكان عمله مع الصليب الأحمر الكندي ، وخاصة في مجال التعافي من الفيضانات ، هو الذي أوصله إلى مدينة برينستون التي يقل عدد سكانها عن 3000 نسمة ، وفقًا لآخر تعداد سكاني , وتمنى المواطن الكندي الجديد لجميع اللاجئين أن تكون لقصتهم نفس نتائج قصته , وأضاف “أتمنى لجميع اللاجئين ومخيمات اللاجئين ، كل أولئك الذين يحلمون بالحرية وليس الديكتاتوريين ومجرمي الحرب ، أن يختبروا الذي أعيشه اليوم” , وتابع “لقد أصبح بلدي مدمراً , ولم أتمكن من الذهاب عند وفاة والدي , وشاهدت حفل زواج أخي عبر سكايب عندما كنت في المطار”
بداية القصة
وبعد أن أمضى حسن 11 عامًا في الإمارات العربية المتحدة ، تم ترحيله في أكتوبر 2017 بعد أن رفض الحصول على جواز سفر سوري جديد خوفًا من إجباره على العودة إلى سوريا والانضمام للجيش السوري , وتم إرساله إلى ماليزيا ، وهي واحدة من الدول القليلة التي يمكن للسوريين فيها الحصول على تأشيرة عند الدخول ، ولكن سرعان ما انتهت صلاحية تأشيرته السياحية التي مدتها ثلاثة أشهر , ودفع رسوم غرامة بسبب تجاوز مدة تأشيرته وحاول السفر إلى الإكوادور ولكن لم يُسمح له بالصعود إلى الطائرة. ثم حاول الذهاب إلى كمبوديا ولكن أُعيد مرة أخرى إلى ماليزيا.
معاناة
ومع عدم وجود مكان يذهب إليه وعدم وجود دولة للاتصال به ، أمضى القنطار أكثر من نصف عام في محطة النقل المحلية بمطار كوالالمبور الدولي , وفي ذلك الوقت ، بدأ القنطار في توثيق تجاربه اليومية ومشاركة مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تحدث عن المحنة التي يواجهها اللاجئون السوريون , وسارت الأمور نحو الأسوأ عندما اعتقلته السلطات الماليزية في أكتوبر 2018 وأُرسل إلى مركز احتجاز ، وقالت السلطات إنها ستسعى إلى ترحيله إلى سوريا
كتابه
وأثناء هذه المحنة ألف القنطار كتاب ” رجل في المطار” ، روى فيه كيف قضى سبعة أشهر في مطار كوالالمبور الدولي , ولفتت منشورات القنطار على مواقع التواصل الاجتماعي انتباه عدد من المتطوعين في كندا ، الذين قدموا طلب لجوء نيابة عنه بعد اعتقاله ، ووافقت كندا على طلب اللجوء ، وهبط في فانكوفر في نوفمبر 2018 , أصبح مقيمًا دائمًا في كندا في عام 2018 ، ويعيش الآن في فانكوفر , ويأمل القنطار الآن في أن يتمكن من تحقيق اثنين من أحلامه : زيارة مخيم للاجئين كعامل حالة لمساعدة الأفراد الذين يعانون من انعدام الجنسية وزيارة عائلته بعد ما يقرب من 15 عامًا من الانفصال
كندي أكثر
وقال حسن بعد حصوله على الجنسية الكندية , قال لي صديقي ذات مرة : “يجب أن تكون سعيدًا”. “سيكون هذا أهم يوم في حياتك. لقد انتظرت طويلاً لتصبح كنديًا رسميًا. مبروك ، أنت واحد منا الآن. أوه – ولا تنس شراء علم ” , ويعقب عل كلام صديقه “نعم ، يوم 11 يناير سيكون مهمًا – سيجعلني كنديًا. لكنه سيجعلني أيضًا كنديًا أكثر . لأنني كنت كنديًا في اليوم الذي زارني فيه ضابط هجرة من كندا في مركز الاحتجاز في ماليزيا ، وفي اليوم الذي حطت فيه طائرتي في مطار فانكوفر , كنت كنديًا عندما أمضيت أول شتاء حقيقي لي في الشمال ، وعندما انضممت إلى الصليب الأحمر الكندي ، كنت أقود سيارتي في جميع أنحاء بريتش كولومبيا محاولاً سداد ديني للمجتمع الذي ساعدني ذات مرة.
إقرأ ايضاً
40 شكوى حول أضرار السفارة السورية المهجورة في أوتاوا
كندا : الظروف في سوريا لا تسمح بعودة اللاجئين من لبنان
خبراء الأمم المتحدة يطالبون كندا بإعادة مواطنة مريضة من سوريا
