أصدرت الكاتبة المغربية المقيمة في كندا سميرة حمانة , كتاباً حول العنصرية دعمته بصور متحرّكة موجّه إلى الأطفال ، خاصة أبناء المهاجرين في كندا الذين يعدون أكثر عرضة للتّنمر، وأكّدت حمانة أنّ “التنمر يتعرض له المهاجرون بنسبة أكبر من الآخرين، لاختلاف شكلهم وأحيانا لغتهم”, وقالت في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية ، أن “الكتاب عبارة عن قصة مصورة” ، مردفة : “من أين أنت ؟ سؤال يطرح على المهاجرين وأبنائهم ؛ في عالم الكبار يعتبر سؤالا عنصريا ، لكن في عالم الأطفال قد يكون سؤال فضول ليس إلا”.
وكتبت سميرة حمانة , القصة من أجل مساعدة الأطفال على تحدي التنمر والتغلب عليه ، وأشارت إلى أن “مصدر إلهام القصة هو فتاة سورية انتحرت بسبب التنمر والسخرية من شكلها بالحجاب في دولة كندا” ، وأضافت : “الطفل يجب أن يتحدى التنمر، وأن يسعى إلى تحقيق أهدافه ، على الرغم من اختلافه في الشكل عن الآخرين ؛ وعند التعرض للتنمر يجب اللجوء إلى الأهل ومصارحتهم”.
وقالت الكاتبة أنها عندما سمعت بقصة أمل الشتيوي، الطفلة السورية اللاجئة في كندا التي انتحرت في مارس الماضي، بعد تعرّضها للتنمّر خلال شهور من قبل أقرانها في مدرستها في كالغاري بمقاطعة ألبرتا ، قرّرت الكتابة عن ظاهرة التنمّر , ولسميرة حمانة المغربية الأصل والتي تقيم في كندا منذ عشر سنوات ، تجربة مع التنمر. فقد كان أحد أبنائها ضحية للتنمر. وكمدربة مهارات حياتية ، قرّرت أن تقوم بتوعية الجمهور عن التنمّر وتغيير نظرته لهذه الظاهرة.
وقامت بتأليف كتاب باللغة الإنكليزية بحكم إقامتها في مدينة ادمونتون الكندية. ويقع الكتاب في 32 صفحة مصورة وعنوانه “Challenging the bully” (تحدّي المُتنمّر). ويروي قصة فتاة مهاجرة صغيرة تريد أن تتعلم كيفية التزلج ، ولكن عليها أن تواجه تنمّر إحدى زميلاتها , وتقول سميرة حمانة : “يتحدث الكتاب عن كيفية مواجهة التنمّر وكيف يمكن للأولياء مساعدة أطفالهم على تطوير تقديرهم لذاتهم” وأضافت أنه من الأفضل أن يقرأها الأولياء لأطفالهم.
وتعتزم سميرة حمانة ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية , وتقول الكاتبة إن “المتنمرين يستهدفون بشكل عام أولئك الذين لهم صفات تختلف عن المجموعة سواءً لوزنهم أو لكنتهم أو ملابسهم , وقالت الكاتبة “يجب على أولياء الأطفال أن يبدأوا في وقت مبكر تصحيح سلوكياتهم العنيفة والشائعة جدًا عند الأطفال الصغار، لأن هذا قد يؤدي إلى التنمّر. ويحتاج الأطفال إلى أن يعوا أن أولياءهم لا يتسامحون مع مثل هذه السلوكيات في المنزل أو في أي مكان آخر. ويجب أن نكون قدوة لهم. لأن الأطفال يفعلون ما نفعله لا ما نقوله”
وشددت الكاتبة في نقلها تفاصيل القصة بأن بطلتها “عندما طرح عليها هذا السؤال أجابت بأنها من هنا ، إلا أنهم لم يصدقوها ؛ فلجأت إلى معلمتها التي أخبرتهم بأنهم كلهم من هنا إلا أن لهم أصولا مختلفة ، إلا طالبة واحدة هي من هنا وأصولها من هنا ، فهي من السكان الأصليين” , وأوضحت حمانة أن “بطلة القصة تفهم لماذا أصدقاؤها مختلفون في الشكل ، فهذا ناتج عن اختلاف أصولهم ليس إلا ؛ وتشرح لها المعلمة أن الاختلاف جميل ، فالطبيعة جميلة باختلاف مناظرها وكندا جميلة باختلاف سكانها”.
وقالت الكاتبة المغربية إن “الموضوع مهم جدا ، خصوصا بعد تعرض محجبات لهجمات غير اعتيادية بكندا ؛ كما أن تقبل الآخر يبدأ من المدارس والكتب” ، مبرزة أنها كتبت هذا الكتاب “بعد تعرض محجبات لهجمات عنصرية” , وتواجه حمانة ظاهرة التنمر والتمييز العنصري التي يعاني منها الأطفال والمهاجرون ، سواء في المدارس أو المرافق العمومية ، بالكتابة ، وسبق لها أن نشرت قصة مصوّرة للأطفال لاقت اهتماما إعلاميا كبيرا بكندا ، وعُرضت في 21 مكتبة عامة.