تابعنا

بلدية مونتريال تحتفي بالتراث الثقافي والحرف التقليدية في الجزائر

تحت رعاية بلدية مدينة مونتريال , نَظم ’’المتحف البيئي الجزائري‘‘ في كندا , عدة فعاليات من موسيقى ورقص وعرض تحف ومجوهرات وورشة عمل لتعليم صناعة السجاد على الطريقة التقليدية الجزائرية تحت عنوان ’’مشاركة التراث الثقافي الجزائري‘‘ , وكانت مونتريال قد احتفت على مدى شهر ونصف الشهر في الربيع المنصرم بأيام التراث الثقافي الجزائري ، وأقيمت نهاية شهر أيلول سبتمبر الماضي احتفالية أخرى ليوم واحد توزعت أنشطتها في الداخل وفي الهواء الطلق في حديقة هنري بوراسا في شمال المدينة.

الحرف الفنية

واحتضن متحف الحرف الفنية في كيبيك معرضاً لمنتوجات الحرف الفنية الجزائرية , ضمن فعاليات المتحف البيئي الجزائري , في إطار أيام التراث الثقافي الجزائري التي استمر إلى غاية 11 يونيو 2023 , وأوضحت نيلدة أكتوف ، نائبة رئيس المتحف البيئي الجزائري، في الكلمة التي ألقتها في حفل افتتاح المعرض بأن ’’الفكرة من وراء تنظيم هذه الأيام هي إظهار تنوع الثقافة الجزائرية.‘‘ , وبالإضافة إلى هذا المعرض، الذي أقيم في جناح المتحف الواقع في حي سان لوران في مونتريال , وتمت برمجة العديد من الأنشطة الأخرى للاحتفال بالتراث الثقافي المادي وغير المادي لهذا البلد

جالية فاعلة

السبرانو الجزائرية فيروز أوجيدة : كندا أصبحت أرض قلبي
السبرانو الجزائرية فيروز أوجيدة : كندا أصبحت أرض قلبي

وتندرج هذه الفعالية في إطار الاحتفال بتراث الفسيفساء الإثني الذي يتشكل منه المجتمع في دائرة شمال مونتريال , وتعد الجالية الجزائرية فاعلة وناشطة في هذه الدائرة , وقالت أمينة سر ’’متحف الجزائر البيئي‘‘ الذي تأسس في مونتريال عام 2021 الشابة مَنيسا تزاموشت : ’’هذه الأنشطة تساهم في تعرفنا على إرث الأجداد والمحافظة عليه هنا في كندا… أنا تركت الجزائر في سنّ الـ 16 عاما، وأجد أنني بعد مرور عشر سنوات في كيبيك ، لا أبني جسرا مع سكان مسقط رأسي فحسب ، بل مع أجزاء الجزائر كلها بغناها وثقافاتها المختلفة‘‘.

استرجاع الذاكرة

وقالت تزاموشت بأن “الوعي بالمستقبل وإرساء القواعد لترسيخ وجودي في المجتمع يبدأ من نقطة استرجاع الذاكرة القديمة والغوص في تاريخ ومآثر الأجداد…إنني لا أبدأ من الصفر، إنما أكمل مشوار من سبقني” , وثّمنت الطالبة الجامعية التي تدرس الماجستير في علم الاجتماع هذا النوع من التظاهرات الثقافية لأنها تساهم في محافظة جيل الهجرة الثاني على كل المكتسبات التي حملها معه من بلده الأم مضيفا إليها الخبرات الجديدة التي تكونت من خلال التفاعل الإيجابي مع مجتمعه الكندي. ’’في المقابل

المخزون الحضاري

وأضافت مَنيسا ، بأن هذه الفعاليات تساهم في تعريف المجتمع المضيف على مخزوننا الحضاري وتقاليدنا وعاداتنا ولغتنا وثقافتنا وطريقة عيشنا. في بادىء الأمر، قد يحصل تصادم ، قد تحتدم النقاشات وقد يشوب لغة الحوار بعض سوء فهم ، ولكن من المؤكد أنه سينبثق عن كل ذلك إنسجام وتناغم وعيش مشترك جميل‘‘ , ووجدت مليكة مولاي التوازن بين أمسها وحاضرها ، بين القدم والحداثة ، مسترجعة بالحُلي التي تصنعها مجدا غابرا، روحا ومضمونا، وموضة عصرية، اسلوبا وشكلا

صناعة السجاد

الجزائري إلياس بغلي رئيساً لجمعية طبية دولية في كندا
الجزائري إلياس بغلي رئيساً لجمعية طبية دولية في كندا

ومع تتالي اللوحات الفنية من أزياء ورقص وغناء فولكلوري جزائري . ولعل اللوحة الأجمل كانت ورشة تعليم حياكة الزَّرْبِيَّة ، أو السجاد الجزائري، مع معمرة ناهزت الثمانية والثمانين حولا , وتعتبر صناعة السجاد ، أو الزرابي ، التي تنسج يدوياً ، حرفة تقليدية قديمة في الجزائر، وكثيرا ما تستخدم هذه الزرابي لتزيين المنازل سواء بتعليقها على الجدران أو وضعها على الأرض. و’’الزربية‘‘ مصطلح شائع في الجزائر للتعبير عن السجاد المصنوع من الصوف.

5 آلاف سنة

وتتطلب صناعته شد الخيوط بإِحكامٍ ودقة للحصول على رموز وأشكال هندسية تقليدية تميز كل ’’زَربية‘‘ عن غيرها ، كما توضح من ’’كانت تحيك في تلك الاحتفالية خيوط عمرها كلّه وليس خيوط السجادة فحسب‘‘ كما تقول مليكة مولاي , وتعرّف الحضور من الكندييين وأبناء الجالية الجزائرية والعربية وغيرها من الجاليات في مدينة مونتريال المشارك في تلك الفعالية على صناعة تعود إلى أكثر من 5 آلاف سنة. وكان يجب توفر كل المعدات القديمة المتوارثة عن الأجداد لحياكة ’’الزَربية‘‘، التي كان يستخدمها السكان المحليون الأمازيغ ، مثل آلة تصفية الصوف التي تسمى باللهجة الجزائرية ’’القَرْداش‘‘، وكذلك الغربال والفانوس.

متحف الجزائر البيئي

وتُعبّر مليكة مولاي المخضرمة التي شاركت في ورشة تعليم صناعة السجاد عن انبهارها بما شاهدته حيث اكتشفت أشكالا ورموزا أخرى غير تلك التي تعرفها عن صناعة السجاد في الجزائر العاصمة حيث نشأت وكبرت. ذلك لأن طريقة صناعة الزرابي تختلف من منطقة إلى أخرى إذ تعبّر كل ’’زربية‘‘ برموزها الخاصة عن البعد الاجتماعي والثقافي والتاريخي لمنطقة جزائرية بعينها , وتؤكد مَنيسا تزاموشت على الطابع الاجتماعي والثقافي فحسب متحف الجزائر البيئي‘‘ التي يرأسه عالم الانتروبولوجيا والمتاحف الكندي الجزائري رضا بريكسي ، تقول : ’’بعيدا عن السياسة وبعيدا عن الدين ، ذلّلنا كل الحواجز ليكون هدفنا التقارب الإنساني الثقافي الصرف لكي نبني معا عالما يسوده الانسجام والتناغم والترابط والتعايش والألفة بين أبنائه غير المتجانسين بالضرورة‘‘.

مساحة عامة

وقال رضا بريكسي ، بأن المتحف البيئي الجزائري في مونتريال , مستقل عن الدولة الجزائرية , وهو نابع من إرادة الجزائريين هنا , لقد أنشأناه لأننا نعتقد أنه من الضروري إنشاء منارة لحفظ الذاكرة للـ120 ألف جزائري المقيمين في كندا وأبنائهم وأحفادهم , وأضاف بريكسي ، المتخصص أيضاً في علم المتاحف ، أن ’’المتحف البيئي يدمج أيضاً المجتمع المُضيف من أجل عيش معاً أفضل‘‘ , وأضاف بأن المتحف البيئي يسمح “للشباب الجزائري المنقطعين عن تاريخ أجدادهم باستعادة أصولهم وثقافتهم وقيمهم من خلال أنشطة الوساطة الثقافية … ويشجع المتحف البيئي مشاركة المواطنين في أنشطته ، فهو مساحة عامة ترتكز على بيئتها الاجتماعية ، وكيان مفتوح يسلط الضوء على كامل الإنتاج البشري والتراث المتعلق بالمنطقة التي يغطيها.‘‘

إقرأ ايضاً
شروط دخول الجزائريين إلى كندا بعد استئناف الرحلات الجوية
الخطوط الجوية الجزائرية تستأنف رحلاتها بإتجاه مونتريال
سفارة كندا بالجزائر تعلن عن برنامج هجرة للممرضين في كيبيك
كندا تفتح باب استقدام الممرضين من الجزائر والمغرب وتونس

 

شاركها ...

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}
Canada
14°C
الإثنين
Clear/Sunny
46%
1022
4 km/h

الأكثر مشاهدة

Scroll to Top