الحكومة تخفض عدد المهاجرين إلى كندا اعتبارًا من العام المقبل

قال محافظ البنك المركزي الكندي تيف ماكليم يوم الجمعة إن أهداف خفض الهجرة التي أعلنتها البلاد هذا الأسبوع من المرجح أن يكون لها تأثير على توقعات النمو لكنه حذر من أن البنك لم يحلل الأرقام بعد , وقال ماكليم إن هناك الكثير من عدم اليقين بشأن مدى السرعة التي سيتم بها تنفيذ القيود المفروضة على الهجرة ، وهذا من شأنه أن يؤثر على كيفية تغير تقديرات النمو.
وكان رئيس الوزراء جاستن ترودو قد خفض هذا الأسبوع , عدد المهاجرين الذين سيتم السماح لهم بدخول البلاد اعتبارًا من العام المقبل , ومن المتوقع أن تؤدي الإجراءات التي أعلنتها حكومة ترودو إلى انخفاض عدد السكان بنسبة 0.2% في عامي 2025 و2026 قبل العودة إلى النمو في عام 2027، بحسب الحكومة.

وقال ماكليم ردا على سؤال بشأن كيفية تأثير قيود الهجرة على توقعات البنك : “إذا انخفض النمو السكاني بشكل أسرع مما افترضنا ، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي الرئيسي سيكون أقل” , وقال في كلمة أمام الصحافيين عبر الفيديو من واشنطن إنه إذا تعافى إنفاق الأسر بشكل أسرع بسبب الاستمرار في خفض أسعار الفائدة ، فإن النمو الاقتصادي قد يكون أعلى أيضا

وقالت بعض جماعات الصناعة يوم الخميس إن تخفيضات الهجرة في كندا والتي تهدف إلى تخفيف الضغوط على الإسكان والخدمات الاجتماعية قد تضر بسوق العمالة في البلاد , في حين كانت كندا تفتخر منذ فترة طويلة بأنها مكان يرحب بالمهاجرين الجدد، إلا أن الرأي العام في البلاد قد عارض مؤخرا الهجرة، التي ألقي عليها اللوم في الحد من القدرة على تحمل تكاليف السكن.

ومن المقرر أن تستقبل كندا 395 ألف مقيم دائم جديد في عام 2025، و380 ألفًا في عام 2026، و365 ألفًا في عام 2027، انخفاضًا من 485 ألفًا في عام 2024، في أول تخفيض متعدد السنوات منذ بدأت أوتاوا في تحديد مستويات الهجرة متعددة السنوات في عام 2018 , ووافقت الحكومة الكندية على عدد أقل من التأشيرات وأعادت بعض حاملي التأشيرات

وسيتم إصدار خطة جديدة مدتها ثلاث سنوات في العام المقبل , وأضاف ميلر “كان من المهم إدخال قدر أكبر من الانضباط في النظام، والتأكد من أن عملية الحصول على التأشيرة أصبحت أكثر صرامة… وهذا يعني أن نكون أكثر تقييداً فيما يتعلق بالتأشيرات التي نمنحها للأشخاص ومن نمنحها لهم” , وبموجب الخطة، تتوقع كندا أن يغادر أكثر من مليون شخص من المقيمين في البلاد بشكل مؤقت من تلقاء أنفسهم في السنوات القادمة مع انتهاء صلاحية تأشيراتهم

من جانبه , قال وزير الهجرة الكندي مارك ميلر لرويترز يوم الجمعة إن الحكومة الكندية كان ينبغي أن تتحرك في وقت أقرب لوقف تدفق الهجرة المؤقتة إلى البلاد , وقال ميلر إن تدفق المهاجرين أصبح “عدوانيًا” ، وأضاف : “من الآمن أن نقول إننا نتحمل جزءًا من ذلك. ومن الآمن أيضًا أن نقول، وخاصة فيما يتعلق بتدفق المقيمين المؤقتين، إننا ربما كان ينبغي لنا أن نتحرك في وقت أقرب قليلاً”.

وقال ميلر إنه يدرك الدور الذي يمكن أن يلعبه هو والحكومة في خلق تصور، كما تعكسه استطلاعات الرأي، بأن كندا لديها عدد كبير جدا من المهاجرين , وأضاف “يتعين علينا أن نكون حذرين للغاية في تحديد التحديات والارتباطات والأسباب. فنحن لا نريد أن يتحول هذا الحوار إلى سلاح” , وقال ميلر إن كندا سوف تقوم بترحيل الأشخاص الذين لا يغادرون , وقال “المؤقت يعني مؤقت والدائم يعني دائم”

وأضاف ميلر , إنه لا يزال يعتقد أن هذا الأمر مهم. وهو يسعى إلى برنامج أضيق نطاقا وأكثر تحديدا لقطاعات محددة. وتحدد خطة مستويات الهجرة الكندية 50 مكانا في العام المقبل لمثل هذا البرنامج، رغم أنه قال إنه لا يزال قيد التطوير , وأضاف “هناك حجة اقتصادية ضخمة وحجة إنسانية لتصحيح هذا الوضع” , وقال ميلر إنه طلب من مسؤولي التأشيرات أن يكونوا أكثر صرامة وتقييدًا في معالجة الطلبات.