فعاليات ثقافية عربية احتفاءً بـ”شهر التراث العربي في كندا”

نظّمت الجالية العربية في كندا , الأسبوع الماضي في مدينة ميسيساغا بمقاطعة أونتاريو فعالية للاحتفال بشهر التراث العربي , وفي كالغاري في مقاطعة ألبرتا تمّ تنظيم حدث في المكتبة المركزية بالمدينة السبت من قبل جمعية كالغاري للفنون والثقافة العربية , وتمثّل في موسيقى ورقص وفنون بصرية , ومنذ عام 2022 تم الإعلان عن أبريل شهرا للتراث العربي في كندا , ويحتفل به الكنديون من أصول عربية بهذا الشهر في كلّ سنة بعد أن صادق مجلس العموم بالإجماع على مشروع القانون (C-232)

وتقول رانيا حمدان ، رئيسة المجلس الوطني للعلاقات الكندية العربية ، “إن هذا الاحتفال مهم , فمنذ وصولي إلى كندا وأنا طفلة عام 1986، هذه هي المرة الأولى بعد ما يقرب من 40 عاماً تقريباً التي أشعر فيها أن كندا تراني وترى هويتي العربية” , وتضيف أنّ هذا يتجاوز هويتها الوطنية ، فهي من أصل لبناني . وتوضح أنها ظلت لفترة طويلة تشعر بالحرج من هويتها العربية ، ’’خاصة عندما ترتبط هذه الهوية بالإرهاب مثلا … العرب ليسوا كما تظهرهم وسائل الإعلام أو السينما.‘‘

وأُقيم حفل ميسيساغا من طرف المجلس الوطني للعلاقات الكندية العربية. وجاء ذلك في أحد مطاعم المدينة بحضور سفيرة فلسطين لدى كندا منى أبو عمرة , وأوضحت السيدة حمدان ’’أردنا أن نحتفل بشهر التراث العربي في ضوء التاريخ والتراث الفلسطيني بسبب ما يحدث هناك‘‘ , وتخلّل الحفل وصلات موسيقية إلى جانب ومعرض للوحات الرسامة المقيمة في مونتريال بهية كيارد , ووفقا للمعهد الكندي العربي ومقره تورونتو ، فإن ما يقرب من 900.000 كندي هم من أصل عربي , 27% ولدوا في كندا. 30٪ وصلوا في السنوات العشر الماضية. 62% حصلوا على تعليم ما بعد الثانوي

ولايزال المشروع قيد الدراسة في مجلس الشيوخ وفي انتظار اعتماده , حيث وصل إلى مرحلة القراءة الثانية في يونيو 2023 , ويمثّل إقرار هذا الشهر خلاصة لجهود شعبية بذلها نشطاء ومؤسسات عربية لكسب الاعتراف بمجتمعهم ودورهم في وطنهم الجديد , وكان السابع من فبراير 2022 لحظة فارقة مع تقديم النائب في البرلمان الكندي ديفيد ماكجينتي الممثل لدائرة أوتاوا الجنوبية , مشروع قانون بهذا الخصوص بالتنسيق مع عشرات المنظمات المجتمعية في أنحاء البلاد , أثمرت تلك الجهود عن اعتماد البرلمان الكندي أبريل شهرا للتراث العربي

وفقا لما جاء في ديباجة القانون “تأكيدا وتعزيزا لاحتفاء هذه الهيئة التشريعية بـ”إنجازاتهم (العرب) ودورهم التاريخي في بناء المجتمع الكندي” , وتحذو الجالية العربية في كندا حذو شقيقتها في الولايات المتحدة التي تحتفل بالتراث العربي في هذا الشهر شعبيا ، وليس رسميا , وبعد أن تم اعتماده بالإجماع في مجلس العموم ، مكتب النائب الفدرالي ديفيد ماكغينتي “نأمل أن يعتمده مجلس الشيوخ الكندي قريباً “, ولم يحصل القانون على الموافقة الملكية بعد

وقدم أول العرب إلى كندا عام 1882 وما زال عددهم يتزايد منذ ذلك الحين ليتجاوز الآن المليون، مع إسهامات متنوعة في جوانب الحياة المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية , ووفقا لهيئة الإحصاء الكندية فإن اللغة العربية هي اللغة الأم لـ629 ألفَ كندي، منهم 286 ألفا يتحدثون هذه اللغة بشكل أساسي في المنزل , وتعد اللغة العربية من بين أسرع اللغات نموا في كندا، حيث ارتفعت نسبة الأفراد الذين يتحدثون اللغة العربية في الغالب في المنزل عام 2022 بأكثر من الربع مقارنة بعام 2016.

وتعتقد كاتبة قصص الأطفال أماني إبراهيم أن إقرار شهر التراث العربي يمثل اعترافا بأهمية دور العرب في التاريخ والنسيج المجتمعي الكندي، واضعا إياهم على قدم المساواة مع العديد من المجموعات الأخرى كالآسيوية التي تحتفل هي الأخرى في مايو بتراثها , وتضيف الكاتبة المقيمة بمدينة تورنتو , إن الأنشطة التي تقام في أبريل تمنح العرب الصوت لسرد روايتهم وقضاياهم ، كما أنها توفر فرصة لعرض الجوانب الثرية في ثقافتهم على المجتمع الكندي بعيدا عن التنميط والصور السلبية السائدة في العديد من الأوساط.

شاركها ...

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الأكثر مشاهدة

Scroll to Top